الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
871 - وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي يتأول القرآن ، متفق عليه .

التالي السابق


871 - ( وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ) : من الإكثار ( أن يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ) ، أي : سبحتك إجابة لقوله تعالى : وسبح بحمد ربك حين تقوم قاله ابن الملك ، فالمعنى حين تقوم للعبادة ، وإلا فالمشهور في تفسير الآية حين تقوم من مجلسك ، أو من النوم ( اللهم اغفر لي ) ، أي : إجابة لقوله : رب اغفر وارحم ، قاله ابن الملك ، وأراد به قوله تعالى : وقل رب اغفر وارحم ( 2 ) ، وهو لا يلائم تبديل رب بـ ( اللهم ) ، والاقتصار على قوله : اغفر ، فالأظهر إجابة لقوله تعالى : واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات فالمعنى لي ولأمتي ، وفي الحقيقة لأمتي ؛ فإنه مغفور ، ويمكن أنه طلب تثبيت المغفرة أو حسنات الأبرار سيئات المقربين ، ( يتأول القرآن ) : قال العسقلاني : أي يعمل ما أمر به فيه ، قال ابن الملك ، أي : يفسره ويقول وينظر إلى ما تئول إليه كلمات القرآن من التسبيح والحمد والاستغفار قال القاضي : جملة وقعت حالا عن ضمير يقول أي يقول متأولا للقرآن ، أي : مبينا ما هو المراد من قوله فسبح بحمد ربك واستغفره آتيا بمقتضاه ذكره الطيبي ، وهو أظهر لفظا ومعنى والله أعلم ، قال ابن حجر : وهو وإن لم يقيد بحال من الأحوال ، لكن جعله في أفضل الأحوال - وهو الصلاة - أبلغ في الامتثال وأظهر في التعظيم والإجلال ، ( متفق عليه ) .

قال ميرك : ورواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأحمد ، قال ابن حجر : وفي رواية لمسلم : " سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت " ، فيسن كل منهما ، وصح عنه عليه السلام أنه كان يقول فيهما : " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " ، وصح عن ابن مسعود قال : لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا جاء نصر الله والفتح كان يكثر إذا قرأها وركع أن يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي إنك أنت التواب الرحيم " .




الخدمات العلمية