الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
993 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التثاؤب في الصلاة من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع " وفي أخرى له ولابن ماجه : فليضع يده على فيه .

التالي السابق


993 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " التثاؤب " ) : بالهمز ، وقيل بالواو ( " في الصلاة من الشيطان " ) : لأنه يحصل من الغفلة أو الكسل أو كثرة الأكل أو غلبة النوم ، قال ابن حجر : التقييد بالصلاة ليس للتخصيص ، بل ; لأن القبح فيها أكثر ; لأن معنى كونه من الشيطان أن أسبابه من الامتلاء والثقل وقسوة القلب هي التي من الشيطان كما مر ، وهذا يوجب كونه منه في الصلاة وخارجها ، ومن ثم قال النووي وغيره : يكره التثاؤب بالأذكار في الصلاة وخارجها اهـ .

والظاهر من الحديث وقول العلماء : إن التثاؤب من الشيطان إنما يكون في حال العبادة من الصلاة وغيرها من تلاوة أو ذكر أو دعاء ، لا في مطلق الحالات ، والله تعالى أعلم ، ( " فإذا تثاءب " ) ، أي : شرع في التثاؤب ( " أحدكم فليكظم " ) ، أي : يدفعه ( " ما استطاع " ) ، أي : بضم الشفتين ، أو بوضع اليد أو الكم على الفم ، ( رواه الترمذي ) : وقال : حديث حسن صحيح ، ورواه ابن حبان في صحيحه ، نقله ميرك ( وفي أخرى له ) ، أي : في رواية أخرى للترمذي ( ولابن ماجه ) : قال ميرك : رجاله ثقات ( " فليضع " ) : وفي نسخة صحيحة : وليضع ( " يده " ) : الظاهر اليمنى ( على فيه ) ، أي : بدل فليكظم ما استطاع ، قال ميرك : ولفظ ابن ماجه : " إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه " ، أي : إذا لم يدفعه بضم شفتيه .

[ ص: 788 ]



الخدمات العلمية