الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1107 - وعن جابر رضي الله عنه ، قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي ، فجئت حتى قمت عن يساره ، فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ، ثم جاء جابر بن صخر ، فقام عن يساره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ بيدينا جميعا ، فدفعنا حتى أقامنا خلفه . رواه مسلم .

التالي السابق


1107 - ( وعن جابر قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي ) : ظاهره أنه قبل الشروع ( فجئت حتى قمت عن يساره له ، فأخذ بيدي ) : تعليما للأدب ( ثم جاء جبار بن صخر ، فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ بيدينا جميعا فدفعنا ) تعليما للأدب ( ثم جاء جبار بن صخر ، فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ بيدينا جميعا ، فدفعنا ) أي : أخرنا ( حتى أقامنا خلفه ) : قال الطيبي : لعله عليه السلام أخذ بيمينه شمال أحدهما وبشماله يمين الآخر فدفعهما : قال القاضي : فيه دليل على أن الأولى أن يقف واحد عن يمين الإمام ، ويصطف اثنان فصاعدا خلفه ، وأن الحركة الواحدة والحركتين المتصلتين لا تبطل ، وكذا ما زاد إذا تفاصلت .

[ ص: 857 ] قال ابن الهمام : وفي صحيح مسلم ، عن علقمة والأسود أنهما دخلا على عبد الله ، فقال : أصلي من خلفكما ؟ قالا : نعم ، فقام بينهما فجعل أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ، ثم ركعنا ، فوضعنا أيدينا على ركبنا ، ثم طبق بين يديه ، ثم جعلهما بين فخذيه ، فلما صلى قال : هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن عبد البر : لا يصح رفعه ، والصحيح عندهم الوقف على ابن مسعود .

وقال النووي في الخلاصة : الثابت في صحيح مسلم أن ابن مسعود فعل ذلك ، ولم يقل : ( هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ) . قيل : كأنهما ذهلا ، فإن مسلما أخرجه من ثلاث طرق لم يرفعه في الأولين ، ورفعه في الثالثة ، وقال : هكذا فعل إلخ . وإذا صح الرفع ، فالجواب إما بأنه فعله لضيق المكان ، أو ما قال الحازمي أنه منسوخ ; لأنه إنما تعلم هذه الصلاة بمكة إذ فيها التطبيق وأحكام أخرى هي الآن متروكة ، وهذه من جملتها ، ولما قدم عليه السلام المدينة تركه بدليل حديث جابر ، فإنه شهد المشاهد التي بعد بدر اهـ .

قال ابن الهمام : وغاية ما فيه خفاء الناسخ على عبد الله وليس ببعيد ; إذ لم يكن دأبه عليه السلام إلا إمامة الجمع الكثير دون الاثنين إلا في الندرة كهذه القصة وحديث اليتيم وهو داخل في بيت امرأة فلم يطلع عبد الله على خلاف ما علمه . ( رواه مسلم ) : قال ميرك : من جملة حديث طويل .




الخدمات العلمية