الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1335 - وعن يعلى بن أمية رضي الله عنه ، قال : قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، إنما قال الله تعالى : ( أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) فقد أمن الناس ، قال عمر : عجبت مما عجبت منه ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ، فقال : " صدقة تصدق الله بها عليكم ، فاقبلوا صدقته " . رواه مسلم .

التالي السابق


1335 - ( وعن يعلى بن أمية ) : مصغرا قال المؤلف : أسلم يوم الفتح ، وشهد حنينا ، والطائف ، وتبوك . ( قال : قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما قال الله تعالى : ( أن تقصروا ) ، أي : ( وإذا ضربتم في الأرض ) ، أي سافرتم ( فليس عليكم جناح ) ( أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) فقد أمن الناس ) ، أي : وذهب الخوف فما وجه القصر ؟ ( قال عمر : عجبت مما عجبت ) : أنت ( منه ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ، فقال : " صدقة ) ، أي : قصر الصلاة في السفر صدقة ، قال : ابن حجر ، أي رخصة لا واجب ، وإلا لم يسم ( صدقة ) ، قلت : الصدقة أعم ، قال تعالى : ( إنما الصدقات للفقراء ) ( تصدق الله ) ، أي : تفضل ( بها عليكم ) ، أي : توسعة ورحمة ( فاقبلوا صدقته ) ، أي : سواء حصل الخوف أم لا . وإنما قال في الآية : ( إن خفتم ) ; لأنه قد خرج مخرج الأغلب ، فحينئذ لا تدل على عدم القصر إن لم يكن خوف وأمر ، فاقبلوا ظاهره الوجوب ، فيؤيد قول أبي حنيفة أن القصر عزيمة والإتمام إساءة . وقد قال البغوي : أكثرهم على وجوب القصر ، ورد ابن حجر عليه مردود عليه . ( رواه مسلم ) : قال ميرك : ورواه الأربعة ، والشافعي ، وأحمد .




الخدمات العلمية