الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1389 - وعن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " ما على أحدكم إن وجد أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته " . رواه ابن ماجه .

التالي السابق


1389 - ( وعن عبد الله بن سلام قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " ما على أحدكم " ) قيل : " ما " موصولة . وقال الطيبي : " ما " بمعنى ليس ، واسمه محذوف ، وعلى أحدكم خبره ، وقوله : ( " إن وجد " ) أي : سعة يقدر بها على تحصيل زائد على ملبوس مهنته ، وهذه شرطية معترضة ، وقوله : ( " أن يتخذ " ) : متعلق بالاسم المحذوف ، معمول له ، ويجوز أن يتعلق ( على ) بالمحذوف ، والخبر : أن يتخذ ، كقوله تعالى : ليس على الأعمى حرج إلى قوله : أن تأكلوا من بيوتكم ، والمعنى ليس على أحد حرج أي : نقص يخل بزهده في أن يتخذ ( " ثوبين ليوم الجمعة " ) أي : يلبسهما فيه ، وفي أمثاله من العيد وغيره ، وفيه أن ذلك ليس من شيم المتقين لولا تعظيم الجمعة ، ومراعاة شعار الإسلام ، ( " سوى ثوبي مهنته " ) : بفتح الميم ويكسر ، أي : بذلته وخدمته ، أي : غير الثوبين اللذين معه في سائر الأيام في [ ص: 1036 ] الفائق : روي بكسر الميم وفتحها ، والكسر عند الإثبات خطأ . وقال الأصمعي : بالفتح الخدمة ، ولا يقال بالكسر ، وكان القياس لو جيء بالكسر أن يكون كالجلسة والخدمة ، إلا أنه جاء على فعلة يقال : مهنت القوم أمهنهم أي : أبتذلهم في الخدمة ذكره الطيبي ، وتبعه ابن حجر ، واقتصر في النهاية على الفتح أيضا ، لكن قال في القاموس : المهنة بالكسر والفتح والتحريك ، وككلمة ، الحذق بالخدمة والعمل ، مهنه كمنعه ونصره ، مهنا ومهنة ويكسر . ( رواه ابن ماجه ) قال ميرك : ورواه أبو داود أيضا في رواية له ، أنه سمع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على المنبر .




الخدمات العلمية