الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1392 - وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة ; اتخذ جسرا إلى جهنم " . رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب .

التالي السابق


1392 - ( وعن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه : قال السيد جمال الدين : هذا سهو ; لأن أنسا والد معاذ ليس له رواية ولا صحبة ، وإنما الصواب : عن سهل بن معاذ ، عن أبيه كما في الترمذي ، أو بدون قوله : عن أبيه ، والله العاصم .

( " من تخطى " ) أي : تجاوز ( " رقاب الناس " ) قال القاضي : أي بالخطو عليها ( " يوم الجمعة " ) : خص للتعظيم ( " اتخذ " ) : بالبناء للفاعل ، وقيل : للمفعول ( " جسرا " ) أي : معبرا ممتدا ( " إلى جهنم " ) قال القاضي : فعلى الأول معناه : أن صنعه هذا يؤديه إلى جهنم ; لما فيه من إيذاء الناس واحتقارهم ، فكأنه جسر اتخذه إليها : كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر ، على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر ، وعمر ، فلما كان عثمان وكثرنا غير تفصيل بين كونه ذكرا طويلا يسمى خطبة أو ذكرا لا يسمى خطبة ، فكان الشرط الذكر الأعم بالقاطع ، غير أن المأثور عنه - عليه الصلاة والسلام - رأى رجلا يتخطى رقاب الناس فقال : اجلس فقد آذيت وآنيت أي : تأخرت ، وأما ما روي أن عثمان - رضي الله عنه - تخطى رقاب الناس وعمر - رضي الله عنه - يخطب فلم ينكر عليه أحد ، فمحمول على أنه كان قدام الصف فرجة ، أو على أن المتخطى عليه رضي له .




الخدمات العلمية