الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
137 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ، قالت : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبا ، فذكر فتنة القبر التي يفتن فيها المرء ، فلما ذكر ذلك ، ضج المسلمون ضجة . رواه البخاري هكذا ، وزاد النسائي : حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سكنت ضجتهم قلت لرجل قريب مني ، أي بارك الله فيك ! ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر قوله ؟ قال : " قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال " .

التالي السابق


137 - ( وعن أسماء ) : غير منصرف بالعلمية والتأنيث المعنوي ، وقيل أصله وسماء فهو فعلاء ( بنت أبي بكر ) : رضي الله عنهما ، أم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، وتسمى ذات النطاقين لأنها شقت نطاقها ليلة خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - مهاجرا ، فجعلت واحدا شدادا لسفرته ، والآخر عصاما لقربته ، وقيل : جعلت النصف الثاني نطاقا لها ، أسلمت بمكة قديما . قيل : أسلمت بعد سبعة عشر إنسانا وهي أكبر من أختها عائشة بعشر سنين ، وماتت بعد قتل ابنها بعشرة أيام ، وقيل بعشرين يوما بعدما أنزل ابنها من الخشبة ، ولها مائة سنة ، ولم يقع لها سن ، ولم ينكر من عقلها شيء ، وذلك سنة ثلاث وسبعين بمكة . روى عنها خلق كثير . ( قالت : قام رسول الله خطيبا ) : حال أي واعظا ( فذكر فتنة القبر ) ، أي : وعذابه أو ابتلاءه والامتحان فيه ( التي يفتن ) : بصيغة المفعول أي يبتلى ( فيها المرء ) : صفة لفتنة يعني ذكر الفتنة بتفاصيلها كما يجري على المرء في قبره ومن ثم ( فلما ذكر ذلك ) ، أي : ما ذكر أو الفتنة بمعنى الافتتان ( ضج المسلمون ) ، أي : صاحوا وجزعوا ( ضجة ) : التنوين للتعظيم ( رواه البخاري هكذا ) ، أي من غير زيادة ( وزاد النسائي ) : أي بعد ضجة ( حالت ) : صفة ضجة ( بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ، أي : [ ص: 219 ] بعد هذا ( فلما سكنت ضجتهم ) ، أي : صيحتهم وارتفاع صوتهم ( قلت لرجل قريب مني ) ، أي : مكانا أو نسبا وهو الأنسب بالنسبة إلى المرأة ( أي ) : المنادى محذوف أي فلان ( بارك الله فيك ) : أو زادك الله علما وحلما ، وهذا من جملة آداب المتعلم ( ماذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر قوله ؟ ) : أي بعد الصياح ( قال ) ، أي : الرجل ، قال : عليه الصلاة والسلام ( قد أوحي إلي ) ، أي : وحيا جليا أو خفيا ( أنكم ) : أيها الأمة ( تفتنون ) : بصيغة المجهول أي تمتحنون ( في القبور ) : أي افتنانا قريبا ( من فتنة الدجال ) . وقال الطيبي ، أي : فتنة قريبة ، وذكر كما في قوله تعالى : إن رحمة الله قريب من المحسنين أي فتنة عظيمة إذ ليس فيها _ أي في الفتن - أعظم من فتنة الدجال .




الخدمات العلمية