الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 1058 ] " الفصل الثاني "

1424 - عن جابر - رضي الله عنه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي بالناس صلاة الظهر في الخوف ببطن نخل ، فصلى ركعتين ، ثم سلم ، ثم جاء طائفة أخرى ، فصلى بهم ركعتين ، ثم سلم . رواه في " شرح السنة " .

التالي السابق


" الفصل الثاني "

1424 - ( عن جابر : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ) : ليس للاستمرار ، بل لمجرد الربط والدلالة على المضي . ( يصلي بالناس صلاة الظهر في الخوف ) أي : في حالة الخوف الكائن . ( ببطن نخل ) : اسم موضع بين مكة والطائف قاله ابن حجر . ( فصلى بطائفة ركعتين ، ثم سلم ، ثم جاء طائفة أخرى ، فصلى بهم ركعتين ، ثم سلم ) وفي الأزهار أنه بنجد من أرض غطفان ، وقيل : بطن النخل قريب من المدينة ، فلا يتصور القصر . قلنا : ليس كذلك وإن كان كذلك فقد صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطائفة ركعتين وفارقوه وأتموا لنفسهم ومضوا ، وجاءت الأخرى وصلى بهم ركعتين وقاموا وأتموا صلاتهم ، ومثل ذلك جائز في الحضر أيضا ذكره الأبهري .

قوله : " قريب من المدينة ، فلا يتصور القصر غريب وعجيب وبعيد من فهم اللبيب ; لأن المسافر من المدينة بمجرد خروجه منها يقصر ، وما لم يدخل فيها أيضا يقصر ، فكيف قصر هذا التصور ؟ ! ثم لا دلالة في الحديث على نية المفارقة التي هي عند أكثر أهل العلم غير جائزة ، ويأبى عن إتمامه - عليه الصلاة والسلام - تكرار الراوي لفظ السلام ، هذا ولا إشكال في ظاهر الحديث على مقتضى مذهب الشافعي ، فإنه محمول على حالة القصر ، وقد صلى بالطائفة الثانية نفلا ، وعلى قواعد مذهبنا مشكل جدا ; فإنه لو حمل على السفر لزم اقتداء المفترض بالمتنفل وهو غير صحيح عندنا ، فلا يحمل عليه فعله - عليه الصلاة والسلام - وإن حمل على الحضر يأباه السلام على رأس كل ركعتين ، اللهم إلا أن يقال هذا من خصوصياته ، وأما القوم فأتموا ركعتين أخريين بعد سلامه ، واختار الطحاوي أنه كان في وقت كانت الفريضة تصلى مرتين ، والله أعلم .

( رواه ) أي : صاحب المصابيح . ( في شرح السنة قال ميرك : ورواه النسائي هكذا مختصرا ، ورواه أبو داود ، والنسائي أيضا من حديث أبي بكرة مطولا ) . قال ابن الهمام : روى أبو داود ، عن أبي بكرة قال : صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في خوف الظهر ، فصف بعضهم خلفه ، وبعضهم بإزاء العدو ، فصلى ركعتين ثم سلم ، فانطلق الذين صلوا معه فوقفوا موقف أصحابهم ، ثم جاء أولئك فصلوا خلفه ، فصلى بهم ركعتين ثم سلم ، فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعا ولأصحابه ركعتين .




الخدمات العلمية