الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1500 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال : اللهم صيبا نافعا . رواه البخاري .

التالي السابق


1500 - ( وعن عائشة قالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال : اللهم صيبا ) : بتشديد الياء ، وأصله صيوب ، قلبت الواو ياء ، وأدغمت كسيد ، أي : مطرا . نقله البخاري ، عن ابن عباس ، وقيده الواحدي بالكثير ، ويؤيده ما في الكشاف ، الصيب : المطر الذي يصوب أي : ينزل ويقع ، وفيه مبالغات من جهة التركيب ، والبناء ، والتنكير دل على أنه نوع من المطر شديد ، وروى ابن ماجه سيبا بفتح فسكون أي : عطاء ، وهو منصوب بمقدر . أي : اسقنا كما في رواية ، أو أسألك أو اجعله ، وقيل : على الحال أي : أنزله عليها حال كونه سيبا أي : مطرا نازلا . ( نافعا ) أي : لا مغرقا كقوم نوح - عليه الصلاة والسلام - قاله ابن الملك . وقال الطيبي : هو تتميم في غاية الحسن لأن صيبا مظنة الضرر اهـ .

وتبعه ابن حجر . والظاهر أنه للاحتراز عن مطر لا يترتب عليه نفع أعم من أن يترتب عليه ضرر أم لا . وفي رواية أبي داود ، وابن حبان : هنيئا ، قال النووي : فتقدر جميع هذه الألفاظ بأن تقول : اللهم صيبا سيبا ، نافعا هنيئا ، وقيل : يأتي بكل مرة وهو الصواب . ( رواه البخاري ) .

[ ص: 1108 ]



الخدمات العلمية