الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1514 - ( وعن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مفاتيح الغيب ) قيل : هو جمع مفتح بفتح الميم وهو المخزن ، أي : خزائن الغيب . ( خمس ) : لا يطلع عليها غير الله . وروي : مفاتح وهو جمع مفتاح ، أي : العلوم التي يتوصل بها إلى nindex.php?page=treesubj&link=29692الغيب خمس لا يعلمها إلا الله . في النهاية : المفاتيح والمفاتح جمع مفتاح ومفتح ، وهما في الأصل كل ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها ، والمعنى لا يعلم كلياتها غير الله ، وقد يطلع بعض أصفيائه على جزئيات منهن . ( ثم قرأ ) أي : بيانا لتلك الخمس : إن الله عنده أي : لا عند غيره : علم الساعة أي : علم وقت قيامها ، وينزل : بالتشديد والتخفيف الغيث أي : يرسل المطر الذي يغيث البلاد والعباد في أزمنة وأمكنة ، وكمية وكيفية لا يعلمها إلا هو . ( الآية ) : بالنصب على تقدير اقرأ ، أو اذكر بقية الآية ، وبالرفع على أن خبرها محذوف أي : الآية مشهورة ، وبالجر أي : إلى آخر الآية ، وهو : يعلم ما في الأرحام من ذكر أو أنثى تام أو ناقص ، وأبيض وأسود ، وطويل وقصير ، وسعيد وشقي ، وغير ذلك مما لا يعلم تفصيله إلا هو ، ولا يعلم مجمله بحسب خرق العادة إلا من قبله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34وما تدري نفس ماذا تكسب غدا في الدنيا من الخير والشر ، والطاعة والمعصية . وفي الآخرة من الثواب والعقاب : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34وما تدري نفس بأي أرض أي : بأي قطعة من الأرض تموت أو بأي أرض من ديار الإسلام أو الكفر . وقيل : بأي قدم ومرتبة تموت . ( إن الله عليم ) . أي : بما ذكر وغيره من الجزئيات والكليات ، ألا يعلم من خلق خبير أي : مطلع على خفايا الأمور ، أو مخبر من شاء من عباده بما شاء من أموره . ( رواه البخاري ) .