الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
162 - وعن أبي رافع - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته ، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) . رواه أحمد وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، والبيهقي في ( دلائل النبوة )

التالي السابق


162 - ( وعن أبي رافع ) : مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمه أسلم وغلبت عليه كنيته ، كان قبطيا وكان للعباس فوهبه للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلما بشر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسلام عباس أعتقه ، وكان إسلامه قبل بدر ، وروى عنه خلق كثير ، مات قبل قتل عثمان بيسير - رضي الله عنه - ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( لا ألفين ) : بالنون المؤكدة من الإلفاء أي لا أجدن . ( أحدكم ) : وهو كقولك لا أرينك هاهنا نهى نفسه أن تراهم على هذه الحالة ، والمراد نهيهم عن تلك الحالة على سبيل المبالغة ( متكئا ) : حال أو مفعول ثان ( على أريكته ) ، أي : سريره المزين بالحلل والأثواب في قبة أو بيت كما للعروس يعني الذي لزم البيت وقعد عن طلب العلم . قيل : المراد بهذه الصفة الترفه والدعة كما هو عادة المتكبر المتجبر القليل الاهتمام بأمر الدين ( يأتيه الأمر ) ، أي : الشأن من شئون الدين ، وقيل اللام زائدة ( من أمري ) : بيان الأمر أو معناه أمر من أمري أي الشأن من شئوني ( مما أمرت به ) : بدل من أمري ( أو نهيت عنه ) : عطف عليه لأن الشأن أعم من الأمر ( فيقول ) : مرتب على [ ص: 246 ] يأتيه ، والجملة كما هي حال أخرى من المفعول ويكون النهي منصبا على المجموع ، أي : لا ألفين أحدكم ، والحال أنه متكئ ويأتيه الأمر فيقول ( لا أدري ) ، أي : لا أعلم غير القرآن ولا أتبع غيره أو لا أدري قول الرسول ( ما وجدنا ) : ما موصولة أو موصوفة ( في كتاب الله ) ، أي : القرآن ( اتبعناه ) : يعني : وما وجدناه في غيره لا نتبعه ، أي : وهذا أمر الذي أمر به عليه الصلاة والسلام أو نهى عنه لم نجده في كتاب الله فلا نتبعه ، والمعنى لا يجوز الإعراض عن حديثه عليه الصلاة والسلام ، لأن المعرض عنه معرض عن القرآن . قال تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال تعالى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وأخرج الدارمي عن يحيى بن كثير قال : كان جبريل ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن ، كذا في الدر ، ثم من قال بأنه عليه الصلاة والسلام كان مجتهدا ينزل اجتهاده منزلة الوحي لأنه لا يخطئ ، وإذا أخطأ ينبه عليه بخلاف غيره . ( رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، والبيهقي في دلائل النبوة ) . الجار متعلق بالبيهقي باعتبار متعلقه المقدر .




الخدمات العلمية