الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1801 - وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " المعتدي في الصدقة كمانعها " . رواه أبو داود والترمذي .

التالي السابق


1801 - ( وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : المعتدي ) أي الساعي المتجاوز عن قدر الواجب ( في الصدقة ) أي في أخذها ( كمانعها ) أي في الوزر ، وقيل : المالك المعتدي بكتم بعضها أو وصفها على الساعي حتى أخذ منه ما لا يجزئه ، أو ترك عنه بعض ما هو عليه ، كمانعها من أصلها في الإثم ، وفيه أن المعتدي بما ذكر مانع حقيقة فكيف يصح التشبيه ؟ ودفع بأنه لما كان هذا المخادع في صورة المعطي حيث لم يطلق عليه عرفا أنه مانع فشبه به ليعلم قبح ما هو عليه ، وقيل : المعتدي هو الذي يعطيها غير مستحقها ، وقيل : أراد الساعي إذا أخذ خيار المال فإن المالك ربما يمنعها في السنة الأخرى ، فكان ظلما للفقراء ، فيكون هو في الإثم كالمانع ، وقيل : هو الذي يجاوز الحد في الصدقة ، بحيث لا يبقي لعياله شيئا ، وقيل : هو الذي يعطي ويمن ويؤذي ، فالإعطاء مع المن والأذى كالمنع عن أداء ما وجب عليه ، قال - تعالى - قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى في شرح السنة معنى الحديث أن [ ص: 1291 ] على المعتدي في الصدقة من الإثم ما على المانع ، فلا يحل لرب المال كتمان المال ، وإن اعتدى عليه الساعي ، قال الطيبي : يريد أن المشبه به في الحديث ليس بمطلق بل مقيد بقيد الاستمرار في المنع ، فإذا فقد القيد فقد التشبيه ( رواه أبو داود والترمذي ) قال ميرك : ورواه ابن ماجه ، كلهم من طريق سعد بن سنان ، وقال الترمذي : غريب من هذا الوجه ، وقد تكلم أحمد بن حنبل في سعد بن سنان اهـ ، وهو كندي بصري تكلم فيه غير واحد ، قال الترمذي : لم يروه غيره وهو ضعيف .




الخدمات العلمية