الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1892 - وعنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة " . متفق عليه .

التالي السابق


1892 - ( وعنه ) أي : أبي هريرة ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا نساء المسلمات " ) قال الطيبي : في إعرابه وجوه ثلاثة : الأول : نصب النساء وجر المسلمات على الإضافة من باب إضافة الموصوف إلى صفته ويقدر عند البصرية موصوف أي : نساء الطوائف المسلمات ، والثاني : ضم النساء على النداء ورفع المسلمات على لفظه ، والثالث : نصبه على محله " لا تحقرن " بفتح حرف المضارعة وبالنون الثقيلة أي : لا تستحقر إهداء شيء أو تصدقه " جارة " أي : فقيرة أو غنية منكن أو من غيركن وهي مؤنث الجار ، وقيل : جارة المرأة مرأة زوجها " لجارتها " أي : لأجلها وإن كانت من الأكابر " ولو فرسن شاة " بكسر الفاء والسين أي : ولو أن تهدي أو تصدق فرسن شاة وهو لحم بين ظلفي الشاة وأريد به المبالغة أي : ولو شيئا يسيرا وأمرا حقيرا لقوله - تعالى - فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ولأمره - عز وجل - بالإحسان إلى الجار بقوله والجار ذي القربى والجار الجنب والمعنى لا تمتنع إحداكن من الهدية أو الصدقة لجارتها احتقارا للموجود عندها وقيل : يجوز أن يكون الخطاب لمن أهدى إليهن ، فالمعنى لا تحقرن إحداكن هدية جارتها بل تقبلها وإن كانت قليلة ، وفيه حث على الهدية واستجلاب القلوب بالعطية ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية