الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2097 - عن عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=10360078أن nindex.php?page=treesubj&link=2557_31010_2558النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده . متفق عليه .
( باب nindex.php?page=treesubj&link=2555الاعتكاف )
هو في اللغة الإقامة على الشيء ، وحبس النفس عليه ، ومنه قوله - تعالى - nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وأنتم عاكفون في المساجد وقوله - عز وجل - nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين وقوله - سبحانه - " يعكفون على أصنام لهم " بضم الكاف وكسرها ، وفي الشرع : المكث في المسجد من شخص مخصوص بصفة مخصوصة ، قال الطيبي : مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أن الصوم ليس بشرط ، ويصح الاعتكاف ساعة واحدة ، فينبغي لكل جالس في المسجد لانتظار الصلاة أو لشغل آخر من آخرة أو دنيا أن ينوي الاعتكاف ، فإذا خرج ثم دخل يجدد النية اهـ وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام محمد من أصحابنا في اعتكاف النفل ، فينبغي إذا دخل المسجد أن يقول : نويت الاعتكاف ما دمت في المسجد ، قال القدوري : nindex.php?page=treesubj&link=2557الاعتكاف مستحب ، وقال صاحب الهداية : الصحيح أنه سنة مؤكدة ، قال ابن الهمام : والحق خلاف كل من الإطلاقين ، وهو أن يقال الاعتكاف ينقسم إلى واجب وهو المنذور تنجيزا ، أو تعليقا ، وإلى سنة مؤكدة ، أي وهو اعتكاف العشر الأواخر من رمضان ، وإلى مستحب وهو ما سواهما .
( الفصل الأول )
2097 - ( عن عائشة - رضي الله عنها - nindex.php?page=hadith&LINKID=10360079أن النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=treesubj&link=31010_2558كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ) قال ابن الهمام : هذه المواظبة المقرونة بعدم الترك مرة لما اقترنت بعدم الإنكار على من لم يفعله من الصحابة كانت دليل السنية ، وإلا كانت دليل الوجوب ، أو نقول اللفظ وإن دل على عدم الترك ظاهرا لكن وجدنا صريحا يدل على الترك وهو ما في الصحيحين وغيرهما : nindex.php?page=hadith&LINKID=10360080كان - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان ، فإذا صلى الغدوة جاء إلى مكانه الذي اعتكف فيه ، فاستأذنته عائشة - رضي الله عنها - أن تعتكف فأذن لها ، فضربت فيه قبة ، فسمعت بها حفصة فضربت فيه قبة ، فسمعت زينب فضربت فيه قبة أخرى ، فلما انصرف - صلى الله عليه وسلم - من الغدوة أبصر أربع قباب فقال : " ما هذا ؟ " فأخبر خبرهن ، فقال : " ما حملهن على هذا ؟ آلبر ؟ انزعوها " ، فنزعت ، فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في أحد العشرين من شوال ، وفي رواية : فأمر بخبائه فقوض ، وترك nindex.php?page=treesubj&link=2558الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف العشر الأول من شوال ، وتقدم اعتكافه في العشر الأواسط ( ثم اعتكف أزواجه ) ، أي في بيوتهن لما سبق من عدم رضائه لفعلهن ، ولذا قال الفقهاء : nindex.php?page=treesubj&link=32970يستحب للنساء أن يعتكفن في مكانهن ( من بعده ) ، أي من بعد موته إحياء لسنته ، وإبقاء لطريقته ( متفق عليه ) .