الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2099 - وعن أبي هريرة قال : كان يعرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل عام مرة ، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض ،وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض . رواه البخاري .

التالي السابق


2099 - ( وعن أبي هريرة قال : كان يعرض ) على بناء المجهول ، وفي نسخة بصيغة المعلوم ، وقال بعض الشراح : هو فعل لم يسم فاعله للعلم به ، أي جبريل كان يعرض ( على النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل عام مرة ) ، أي من الختم ( فعرض ) ، أي القرآن ( عليه ) ، أي على النبي ( مرتين في العام الذي قبض ) ، أي توفي فيه ، وفيه ليس من أصل الحديث في أصولنا ، ثم هذا المقدار من الحديث قال ميرك : متفق عليه ورواه النسائي وابن ماجه ، قال الطيبي : دل ظاهر الحديث على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو المعروض عليه في العام الذي توفاه الله فيه ، وفي غيره ، وقد روي أن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العام الذي توفي فيه ، فقيل : يحمل هذا الحديث على القلب ليوافق هذا المروي الحديث السابق اهـ والأظهر في الجمع بين الحديثين أنه كانت القراءة معارضة ومدارسة بينه وبين جبريل - عليهما الصلاة والسلام - فمرة هذا يقرأ ومرة هذا يقرأ ، وهو يحتمل احتمالين : أحدهما وهو الأظهر أن [ ص: 1448 ] جبريل كان يقرأ أولا بعضا من القرآن ثم يعيده بعينه - صلى الله عليه وسلم - احتياطا للحفظ ، واعتمادا للضبط ، وثانيهما أن أحدهما يقرأ عشرا مثلا والآخر كذلك ، وهو المدارسة المتعارفة بين القراء ، ويؤيد ما قلنا أنه ورد في بعض الروايات في النهاية كان يعارضه القرآن ، أي يدارسه من المعارضة المقابلة ومنه عارضت الكتاب بالكتاب ، أي قابلته به ، والله أعلم ( وكان ) ، أي غالبا ( يعتكف كل عام عشرا ) ، أي من آخر رمضان ( فاعتكف عشرين ) بكسر العين والراء ، وفي نسخة بفتحهما على التثنية ( في العام الذي قبض ) ، أي توفي فيه ، ولعل وجه التضعيف في العام الآخر من العرض والاعتكاف إعلامه بقرب وفاته ، وتنبيه لأمته أن يتأكد على كل إنسان في أواخر حياته أن يستكثر من الأعمال الصالحة ، وأن يكون على غاية من الاستعداد للقائه تعالى ، والقيام بين يديه ، ويحتمل أنه وقع كل ختم في عشر ( رواه البخاري ) قال ميرك : ورواه أبو داود وابن ماجه ، وقد جعل المؤلف هذا والذي قبله حديثا واحدا ، وليس كذلك بل هما حديثان ، الأول متفق عليه ، والثاني من أفراد البخاري قاله الجزري .




الخدمات العلمية