الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
206 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما ; اتخذ الناس رءوسا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا " . متفق عليه .

التالي السابق


206 - ( وعن عبد الله بن عمرو ) : أي : ابن العاص ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبض العلم " : المراد به علم الكتاب والسنة وما يتعلق بها ( انتزاعا ) : مفعول مطلق على معنى يقبض نحو : رجع القهقرى ، وقوله ( ينتزعه من العباد ) : صفة مبينة للنوع كذا قاله السيد جمال الدين وقال ابن الملك : انتزاعا مفعول للفعل الذي بعده ، والجملة حالية يعني لا يقبض العلم من العباد بأن يرفعه من بينهم إلى السماء ( ولكن يقبض العلم ) أي : يرفعه ( بقبض العلماء ) أي : بموتهم ورفع أرواحهم ( حتى ) : هي التي تدخل على الجملة وهي هنا الشرط والجزاء يعني ( إذا لم يبق ) : أي : الله ( عالما ) : بقبض روحه من الإبقاء ، وفي نسخة : حتى إذا لم يبق بفتح الياء والقاف ، وعالم بالرفع ويؤيد الأول رواية مسلم : حتى إذا لم يترك عالما ( اتخذ الناس رءوسا ) أي خليفة وقاضيا ومفتيا وإماما وشيخا " ( جهالا ) : جمع جاهل أي جهلة بما يناسب منصبه . قال الشيخ محيي الدين النووي : ضبطناه في البخاري رءوسا بضم الهمزة والتنوين جمع رأس ، وضبطوه في مسلم هنا بوجهين أحدهما هذا والثاني رؤساء جمع رئيس ، وكلاهما صحيح والأول أشهر ( فسئلوا فأفتوا ) أي : أجابوا وحكموا ( بغير علم فضلوا ) أي : صاروا ضالين ( وأضلوا ) أي مضلين لغيرهم فيعم الجهل العالم ( متفق عليه ) . ورواه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه .




الخدمات العلمية