الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2145 - وعن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان " رواه الترمذي والدارمي ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

التالي السابق


2145 - ( وعن النعمان ) بضم النون ( ابن بشير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله كتب كتابا ) ، أي أمر ملائكته بكتابة القرآن في اللوح المحفوظ ، وقيل : أي أثبت ذلك فيه أو في غيره من مطالع العلوم الغيبية ( قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ) قال الطيبي : كتابة مقادير الخلائق قبل خلقها بخمسين ألف سنة كما ورد لا تنافي كتابة الكتاب المذكور بألفي عام لجواز اختلاف أوقات الكتابة في اللوح ولجواز أن لا يراد به التحديد ، بل مجرد السبق الدال على الشرف اهـ ولجواز مغايرة الكتابين وهو الأظهر ، فتدبر ، ويدل عليه قوله ( أنزل منه ) ، أي من جملة ما في ذلك الكتاب المذكور ، وفى أكثر نسخ المصابيح : أنزل فيه ، والرواية منه ، كذا قاله بعض الشراح ، قال الطيبي : ولعل الخلاصة أن الكوائن كتبت في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف عام ومن جملتها القرآن ، ثم خلق الله خلقا من الملائكة وغيرهم فأظهر كتابة القرآن عليهم قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، وخص من ذلك هاتين الآيتين وأنزلهما مختوما بهما أولى الزهراوين ، وقال الطيبي في نسخ المصابيح : أنزل فيه إلا ما أصلح ، والرواية أنزل منه ( آيتين ) هما آمن الرسول إلى آخره ( ختم بهما سورة البقرة ولا تقرآن في دار ثلاث ليال ) ، أي مكان من بيت وغيره ( فيقربها الشيطان ) بفتح الراء نصبا ورفعا ، قال الطيبي : لا توجد قراءة يعقبها قربان يعني أن الفاء للتعقيب عطفا على المنفي ، والنفي سلط على المجموع ، وقيل : يحتمل أن تكون للجمعية ، أي لا تجتمع القراءة وقرب الشيطان ( رواه الترمذي والدارمي ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ) ورواه النسائي وابن حبان والحاكم في المستدرك .




الخدمات العلمية