الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2292 - وعن سعد - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10360424nindex.php?page=treesubj&link=33177_32083_24435دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت ( nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87لا إله إلا أنت ، سبحانك ، إني كنت من الظالمين ) لم يدع بها رجل مسلم في شيء إلا استجيب له " رواه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي .
2292 - ( وعن سعد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=treesubj&link=32083_33177_24435دعوة ذي النون " : أي : صاحب الحوت ، وهو سيدنا يونس - عليه الصلاة والسلام - ( إذ دعا ) : أي " ربه " كما في نسخة صحيحة ، وهو غير موجود في nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، لكنه مذكور في الأذكار ، كذا في المفاتيح وهو ظرف دعوة ( وهو في بطن الحوت ) : جملة حالية ( nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) . بدل من الدعوة ، لأنها في الأصل المرة من الدعاء ، ويراد هنا المدعو به مع التوسل فيه بما يكون سببا لاستجابته ( لم يدع بها ) : أي : بتلك الدعوة ، أو هذه الكلمات ( رجل مسلم في شيء ) : أي : من الحاجات ( إلا استجاب ) أي : " الله " ( له ) : ولعله لقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ( رواه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ) .
ومختصر قصته - عليه الصلاة والسلام - أن nindex.php?page=treesubj&link=31975الله تعالى بعثه إلى أهل نينوى من أرض الموصل ، فدعاهم إلى الإيمان ، فلم يؤمنوا ، فأوحى الله إليه أن أخبرهم أن العذاب يأتيهم بعد ثلاثة أيام ، فخرج يونس - عليه الصلاة والسلام - من بينهم ، فظهر سحاب أسود ودنا حتى وقف فوق بلدهم ، فظهر منه دخان ، فلما أيقنوا أنه سينزل بهم العذاب خرجوا مع أزواجهم وأولادهم ودوابهم إلى الصحراء ، وفرقوا بين الأولاد والأمهات من الإنسان والدواب ، ورفعوا أصواتهم بالتضرع والبكاء ، وآمنوا وتابوا عن الكفر والعصيان وقالوا : يا حي حين لا حي ، لا إله إلا أنت ، فأذهب الله عنهم العذاب ، فدنا يونس - عليه الصلاة والسلام - من بلدهم بعد ثلاثة أيام ليعلم كيف حالهم ، فرأى من البعيد أن البلد معمور كما كان وأهله أحياء فاستحيا وقال : قد كنت قلت لهم : إن العذاب ينزل عليكم بعد ثلاثة أيام ، فلم ينزل ، فذهب ولم يعلم أنه قد نزل عليهم ورفع عنهم ، فسار حتى أتى سفينة وركبها ، فلما ركبها وقفت السفينة فبالغوا في إجرائها فلم تجر ، فقال الملاحون : هنا عبد آبق فقرعوا بين أهل السفينة فخرجت القرعة على يونس ، فقال : أنا الآبق فألقى نفسه في البحر ، فالتقمه حوت بأمر الله ، وأمره الله أن يحفظه ، فلبث في بطنه وسار به إلى النيل ثم إلى بحر فارس ، ثم إلى دجلة فقال : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، أي : أنا من الظالمين بخروجي من بين قومي قبل أن تأذن لي به ، فاستجاب الله له وأمر الحوت بإلقائه إلى أرض نصيبين بلدة من بلاد الشام .