الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2339 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10360500nindex.php?page=treesubj&link=20012من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب " . رواه أحمد ، وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
2339 - ( وعنه ) أي : عن ابن عباس ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ومن لزم الاستغفار ) أي : عند صدور معصية وظهور بلية ، أو من داوم عليه فإنه في كل نفس يحتاج إليه ، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10360501nindex.php?page=treesubj&link=20012طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا " رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه بإسناد حسن صحيح ، ( جعل الله له من كل ضيق ) أي : شدة ومحنة ( فرجا ) أي : طريقا وسببا يخرج إلى سعة ومنحة ، والجار متعلق به وقدم عليه للاهتمام وكذا ، ( ومن كل هم ) أي : لا : هم يهمه ( فرجا ) أي : خلاصا ( ورزقه ) أي : حلالا طيبا ( من حيث لا يحتسب ) أي : لا يظن ولا يرجو ولا يخطر بباله ، وفيه إيماء إلى قول الصوفية أن المعلوم شؤم ، ولعله لتعلق القلب إليه والاعتماد عليه ، ولا ينبغي التعلق إلا بالحق والتوكل على الحي المطلق ، والحديث مقتبس من قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ومن يتق الله يجعل له مخرجا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا فتأمل في الآية فإن فيها كنوزا من الأنوار ورموزا من الأسرار ، والحديث إما تسلية للمذنبين ، فنزلوا nindex.php?page=treesubj&link=19874منزلة المتقين ، أو أراد بالمستغفرين التائبين ، فهم من المتقين ، أو لأن الملازمين للاستغفار لما حصل لهم مغفرة الغفار ، فكأنهم من المتقين . قال الطيبي : من " nindex.php?page=treesubj&link=20012داوم الاستغفار " وأقام بحقه كان متقيا وناظرا إلى قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=11يرسل السماء عليكم مدرارا الآية . روي عن الحسن أن رجلا شكا إليه الجدب فقال : استغفر الله ، وشكا إليه آخر الفقر ، وآخر قلة النسل ، وآخر قلة ريع أرضه ، فأمرهم كلهم بالاستغفار ; فقيل له : شكوا إليك أنواعا ، فأمرتهم كلهم بالاستغفار ، فتلا الآية . ( رواه أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان .