الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2356 - وعن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا " .

رواه ابن ماجه ، وروى النسائي في " عمل يوم وليلة " .

التالي السابق


2356 - ( وعن عبد الله بن بسر ) : بضم الموحدة وسكون المهملة : ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " طوبى ) أي : الحالة الطيبة ، والعيشة الراضية ، أو الشجرة المشهورة في الجنة العالية ( لمن وجد ) أي : صادف ( في صحيفته ) أي : في الآخرة ( استغفارا كثيرا ) أي : مقبولا لأن استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير كما قالت رابعة العدوية . قال الطيبي : فإن قيل : لم لم يقل طوبى لمن استغفر كثيرا ؟ وما فائدة العدول ؟ قلت : هو كناية عنه ، فيدل على حصول ذلك جزما على الإخلاص ، لأنه إذا لم يكن مخلصا فيه كان هباء منثورا ، فلم يجد في صحيفته إلا ما [ ص: 1633 ] يكون حجة عليه ووبالا له . ( رواه ابن ماجه ) . أي : بإسناد حسن صحيح ، ورواه البيهقي أيضا ، ذكره ميرك . والمعنى رواه ابن ماجه في سننه . ( وروى النسائي ) : كان حقه أن يعطف ويقول : والنسائي ، أو يقول : ورواه النسائي ( في عمل يوم وليلة ) : قال الطيبي : ترجمة كتاب صنفه في الأعمال اليومية والليلية . اهـ . وروى البزار ، عن أنس مرفوعا " ما من حافظين يرفعان إلى الله في يوم صحيفة فيرى - أي الله - في أول الصحيفة وفي آخرها استغفارا إلا قال تبارك وتعالى : غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة " . وروى الطبراني في الأوسط ، عن الزبير بن العوام مرفوعا : " من أحب أن تسره صحيفته ، فليكثر فيها من الاستغفار " أي : لعله يقبل واحدا منها .




الخدمات العلمية