الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2390 - وعنه قال أبو بكر : قلت : يا رسول الله مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت ، قال : ( قل اللهم عالم الغيب والشهادة ، فاطر السماوات والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه ، قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك ) رواه الترمذي وأبو داود والدارمي .

التالي السابق


2390 - ( وعن أبي هريرة قال : قال أبو بكر - رضي الله عنه - يا رسول الله ) وفي نسخة صحيحة قلت : يا رسول الله مرني بشيء أقوله ) أي : دائما لطريق الورد ( إذا أصبحت وإذا أمسيت ، قال : قل اللهم عالم الغيب والشهادة ) أي ما غاب من العباد وظهر لهم ( فاطر السماوات والأرض ) أي : مخترعها وموجدها على غير مثال سبق ، وقدم العلم هنا لأنه صفة ذاتية قائمة ، وقدم الفاطر في التنزيل لأن المقام مقام الاستدلال ( رب كل شيء ومليكه ) فعيل بمعنى فاعل للمبالغة كالقدير بمعنى القادر ( أشهد أن لا إله إلا أنت ) أي : ولا يجيء منك إلا الخير ، ولا أكل شيئا من أموري إلى الغير ( أعوذ بك من شر نفسي ) لأنها منبع الأشرار كما أن القلب معدن الأسرار

[ ص: 1659 ] ( ومن شر الشيطان ) أي : وسوسته وإغوائه وإضلاله ( وشركه ) بكسر الشين وسكون الراء وهو الأشهر في الرواية وأظهر في الدراية ، أي : ما يدعو إليه من الإشراك بالله ، ويروى بفتحتين أي : مصائده وحبائله التي يفتتن بها الناس ، والإضافة على الأول إضافة المصدر إلى الفاعل ، وعلى الثاني محضة ، والعطف على التقديرين للتخصيص بعد التعميم للاهتمام به ( قله ) أي : قل هذا القول ( إذا أصبحت وإذا أمسيت ) أي : كما التزمت ( وإذا أخذت مضجعك ) أي : أيضا لزيادة الخير والبركة ( رواه الترمذي وأبو داود والدارمي ) ورواه النسائي وابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة .




الخدمات العلمية