الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2422 - عن nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10360681من نزل منزلا فقال : nindex.php?page=treesubj&link=33162_24456أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) . رواه مسلم .
2422 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم ) أي : امرأة nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون وكانت صالحة فاضلة ، ذكرها المؤلف في الصحابيات وليس لها في الكتب سوى هذا الحديث ، ( قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من نزل منزلا ) قال ابن حجر : في سفره ، أقول : وكذا في حضره ; إذ لا وجه للتقييد مع التنكير ، فقال : أعوذ بكلمات الله التامات ) أي : الكاملات التي لا يدخلها نقص ولا عيب ، وقيل : النافعة الشافية ، وقيل : القرآن ذكره النووي : والأظهر أن المراد : أسماؤه وصفاته ، أو كتبه فإنها قديمة لا نقص فيها ، وقيل : أي بكلامه النفسي أو علمه أو أقضيته ، وأما قول ابن حجر : أي بشئونه المشار إليها بكل يوم أي : وقت هو في شأن - فغير صحيح لفظا لعدم إطلاق الكلمة على الشأن ، ومعنى لأن من شئونه المخلوقات ، وقد صرح بنفسه أنه إنما يتعوذ بالقديم لا بالمحدث ، وقد قالوا : شئون يبديها ولا يبتد بها فإنها مقدرة قبل وجودها ، وأيضا لا يلائمه قوله ( من شر ما خلق ) فيه إيماء إلى أن المخلوق من حيث هو مخلوق لا يخلو من شر ، ويمكن أن يجيء منه الشر ، وغفل ابن حجر عن هذا المعنى فقال : المعنى مما فيه شر ( لم يضره ) بفتح الراء وضمها ( شيء ) أي : من المخلوقات حيث تعوذ بالخالق ، والحمل على التعميم المستفاد من تنكير شيء المفيد للمبالغة أولى من تقييد ابن حجر بقوله : مما فيه ضرر ( حتى يرتحل ) أي : ينتقل ( من منزله ذلك ) وفيه رد على ما كان يفعله أهل الجاهلية من كونهم إذا نزلوا منزلا قالوا : نعوذ بسيد هذا الوادي ويعنون به كبير الجن ، ومنه قوله تعالى في سورة الجن : nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وفيه إيماء إلى حقيقة التفريد وحقيقة التوحيد فإن غيره تعالى لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يملك موتا ولا حياتا ولا نشورا ، بل في نظر العارف ليس في الدار - غيره - ديار ، وإنما السوى في عين أهل الهوى كالهباء في الهواء ، ولذا قال عارف آخر : سوى الله والله ما في الوجود ( رواه مسلم ) وكذا nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة .