الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2467 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - nindex.php?page=hadith&LINKID=10360735أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : ( nindex.php?page=treesubj&link=33084_33177اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم ) . رواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .
2467 - ( nindex.php?page=treesubj&link=33177_33084وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=10360736أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من الفقر ) أي : فقر القلب ، أو من قلب حريص على جمع المال ، أو من الفقر الذي يفضي بصاحبه إلى كفران النعمة في المآل ونسيان ذكر المنعم المتعال ، أو يدعوه إلى سد الخلة بما يتدنس به عرضه وينثلم به دينه ، وقال الطيبي : أراد فقر النفس أعني الشر الذي يقابل غنى النفس الذي هو قناعتها ، أو أراد قلة المال ، والمراد الاستعاذة من الفتنه المتفرعة عليها كالجزع وعدم الرضا به وأراد بقوله : ( والقلة ) القلة في أبواب البر وخصال الخير لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يؤثر الإقلال في الدنيا ويكره الاستكثار من الأعراض الفانية ، وقال غيره أراد قلة العدد أو العدد ، وقال بعضهم المراد قلة الصبر وقلة الأنصار أو قلة المال بحيث لا يكون له كفاف من القوت فيعجز عن وظائف العبادة ، وفي الحصن : الفاقة بدل القلة وهي شدة الفقر ( والذلة ) أي ، من أن يكون ذليلا في أعين الناس بحيث يستخفونه ويحقرون شأنه ، والأظهر أن المراد هنا الذلة الحاصلة من المعصية أو التذليل للأغنياء على وجه المسكنة ، والمراد بهذه الأدعية تعليم الأمة وكشف الغمة ، قال الطيبي : أصل الفقر كسر فقار الظهر ، والفقر يستعمل على أربعة أوجه الأول : وجود الحاجة الضرورية وذلك عام للإنسان ما دام في الدنيا بل عام في الموجودات كلها وعليه قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=15يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والثاني : عدم المقتنيات وهو المذكور في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=273للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله و nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إنما الصدقات للفقراء والثالث : فقر النفس وهو المقابل بقوله ( الغنى غنى النفس ) والمعنى بقولهم : من عدم القناعة لم يفده المال غنى ، الرابع : الفقر إلى الله المشار إليه بقوله اللهم اغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك وإياه عنى تعالى بقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير والمستعاذ منه في الحديث هو القسم الثالث وإنما استعاذ - صلى الله عليه وسلم - من الفقر الذي هو فقر النفس لا قلة المال ، قال عياض : وقد تكون استعاذته - صلى الله عليه وسلم - من الفقر والمراد الفتنة من عدم احتماله وقلة الرضا به ولذا قال : ( وفتنة الفقر ) ولم يقل الفقر ، كيف وقد صحت أحاديث كثيرة في فضل الفقر اهـ . وقوله ولم يقل الفقر أي : في غير هذا الحديث ثم الفرق بين القول الأول والرابع في كلام الطيبي - رحمه الله - أن الفقر الأول عام اضطراري والرابع خاص [ ص: 1710 ] اختياري أو شهود ذلك الاضطرار ودوام حضور ذلك الافتقار ، وأغرب ابن حجر حيث قال : هما سواء ، وفرقه بين الأول والرابع غير صحيح ، وهذا على عدم فقهه دليل صريح ( وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم ) معلوم ومجهول ، والظلم وضع الشيء في غير موضعه أو التعدي في حق غيره ( رواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ) وكذا nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه والحاكم .