الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2621 - وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه ، أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى ، فجعل البيت عن يساره ، ومنى عن يمينه ، ورمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ، ثم قال : هكذا رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة . متفق عليه .

التالي السابق


2621 - ( وعن عبد الله بن مسعود أنه انتهى ) أي : وصل أو انتهى وصوله يوم النحر ، كما بينته بقية الروايات ( إلى الجمرة الكبرى ) أي : العقبة ، ووهم الطيبي ، فقال أي : الجمرة التي عند مسجد الخيف ، والصواب ما قلنا لقوله : ( فجعل البيت ) أي : الكعبة ( عن يساره ، ومنى عن يمينه ) وفي سائر الجمرات يستقبل القبلة استجابا ، وبهذا يندفع قول بعض الشافعية أنه يستقبلها ، ويستدبر الكعبة ، وقول بعضهم : يستقبل الكعبة ، والجمرة عن يمينه ، واستدلوا بحديث صححه الترمذي ، والجمهور أخذوا بحديث الشيخين المذكور . ( ورمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ) وهو لا ينافي ما في البخاري أنه - عليه الصلاة والسلام - كان يكبر في رمي أيام التشريق على إثر كل حصاة ؛ لأن التعقيبية لا تنافي المعية ، كما حقق في قوله - تعالى - حكاية عن بلقيس أسلمت مع سليمان وفي " الدر " للسيوطي - رحمه الله : أخرج البيهقي في سننه عن سالم بن عبد الله بن عمر ، أنه رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة : الله أكبر ، اللهم اجعله حجا مبرورا ، وذنبا مغفورا ، وعملا مشكورا . وقال : حدثني أبي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان كلما رمى بحصاة يقول مثل ما قلت . ( ثم قال ) أي : ابن مسعود ( هكذا رمى ) : بصيغة الفعل ، وفي نسخة بالمصدر ( الذي أنزلت عليه ) : قال الطيبي - رحمه الله : يعني به نفسه - عليه الصلاة والسلام - وعدوله عن تسميته ، والوصف برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحوه إلى الموصول ، وصلته لزيادة التقرير والاعتناء بشأن الفعل ، كما في قوله - تعالى : وراودته التي هو في بيتها اهـ . ولا يخفى أن هذا إنما يصح لو كان ضمير " قال " للنبي - صلى الله عليه وسلم - والأمر ليس كذلك كما قررنا هنالك ( سورة البقرة ) . خصها بالذكر ؛ لأن أكثر المناسك مذكور فيها ( متفق عليه ) .

[ ص: 1817 ]



الخدمات العلمية