الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2778 - nindex.php?page=hadith&LINKID=10361379وعن محيصة - رضي الله عنه - أنه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في nindex.php?page=treesubj&link=17380أجرة الحجام ، فنهاه ، فلم يزل يستأذنه حتى قال : ( اعلفه ناضحك ، وأطعمه رقيقك ) ، رواه مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
2778 - ( وعن محيصة ) : بتشديد التحتية المكسورة ( أنه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم في nindex.php?page=treesubj&link=17380أجرة الحجام ) ، أي في أخذها أو أكلها ( فنهاه ) قال النووي : هذا نهي تنزيه للارتفاع عن دنيء الاكتساب ، وللحث على مكارم الأخلاق ، ومعالي الأمور ، ولو كان حراما لم يفرق فيه بين الحر والعبد ، فإنه لا يجوز للسيد أن يطعم عبده ما لا يحل ( فلم يزل يستأذنه ) أي في أن يرخص له في أكلها ، فإن أكثر الصحابة كانت لهم أرقاء كثيرون ، وأنهم كانوا يأكلون من خراجهم ويعدون ذلك من أطيب المكاسب ، فلما سمع محيصة نهيه عن ذلك ، وشق ذلك عليه لاحتياجه إلى أكل أجرة الحجام تكرر في أن يرخص له في ذلك ( حتى قال ) : - صلى الله عليه وسلم - ( اعلفه ) : بهمزة وصل وكسر لام ، أي أطعم به العلف ( ناضحك ) ، وهو الجمل الذي يسقى به الماء ( وأطعمه رقيقك ) أي عبيدك وإمائك ، لأن هذين ليس لهما شرف ينافيه دناءة هذا الكسب بخلاف الحر ، وهذا ظاهر في حرمته على الحر ، والحديث صحيح لكن الإجماع على حل تناول الحر له ، فيحمل النهي على التنزيه ، كذا ذكره ابن الملك ( رواه مالك nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) . [ ص: 1903 ]