الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2911 - وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال : قال رجل يا رسول الله ، أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر - يكفر الله عن خطاياي ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " نعم " ، فلما أدبر ناداه فقال : " نعم إلا الدين كذلك قال جبريل " . رواه مسلم .

التالي السابق


2911 - ( وعن أبي قتادة قال : قال ) : بتكرار قال في نسخة مصححة ، أي : قال أبو قتادة قال ( رجل يا رسول الله أرأيت ) : أي : أخبرني ( إن قتلت ) : أي : استشهدت ( في سبيل الله ) : أي : في نصرة دينه ومجاهدة عدوه ( محتسبا ) : أي : طالبا للمثوبة لا قصدا للرياء والسمعة ( مقبلا ) : أي على العدو ( غير مدبر ) : حال مؤكدة مقررة لما يرادفها نحوه في الصفة ، قولك أمس الدابر لا يعود ( يكفر الله عني خطاياي ) : بحذف حرف الاستفهام ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، فلما أدبر ) : أي : ولى عن المجلس ( ناداه قال : نعم إلا الدين ) : مستثنى مما تقرره نعم ، وهو قوله يكفر الله عني خطاياي ، أي : نعم يكفر الله خطاياك إلا الدين . والدين ليس من جنس الخطايا فكيف يستثنى منه ؟ والجواب : إنه منقطع أي لكن الدين لم يكفر ; لأنه من حقوق الآدميين فإذا أدى أو أرضى الخصم خرج عن العهدة ويحتمل أن يكون متصلا على تقدير حذف المضاف أي إلا خطيئة الدين وجعل من باب قوله تعالى : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) فيذهب إلى أن إفراد جنس الخطيئة قسمان : متعارف ، وغير متعارف ، فيخرج بالاستثناء أحد قسميه مبالغة في التحذير عن الدين والزجر عن المماطلة والتقصير في الأداء ( كذلك قال جبريل ) : أي : هذا الاستثناء . قال الأشرف : فيه دليل على أن حقوق الله - تعالى - على المساهلة ، وحقوق العباد على المضايقة ، وعلى أن جبريل - عليه الصلاة والسلام - يلقنه أشياء سوى القرآن . ( رواه مسلم ) .




الخدمات العلمية