الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3039 - وعن عياض بن حمار قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من وجد لقطة فليشهد ذا عدل أو ذوي عدل ولا يكتم ولا يغيب فإن وجد صاحبها فليردها عليه وإلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء . رواه أحمد ، وأبو داود ، والدارمي .

التالي السابق


3039 - ( وعن عياض ) بكسر العين وتخفيف الياء ( ابن حمار ) بكسر الحاء المهملة وتخفيف الميم ابن ناجية بن عقال كان صديقا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قديما ، ذكره ميرك ، زاد المصنف : وهو التيمي المجاشعي يعد في البصريين ، روى عنه جماعة اه وما ضبط في بعض نسخ من فتح الحاء وتشديد الميم تصحيف أشار إليه المعنى حيث قال : عياض بن حمار بلفظ حيوان ناهق اه ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من وجد لقطة فليشهد ذا عدل ) أي : ليجعله شاهدا ( أو ذوي عدل ) شك من الراوي أو بمعنى بل أو للتنويع في شرح السنة وهذا أمر تأديب لإرشاد وذلك لمعنيين أحدهما أن يؤمن أن يحمله الشيطان على إمساكها وترك أداء الأمانة فيها ، والثاني الأمن من أن يحوزها في جملة التركة عند اخترام المنية إياه ، وقد قيل بوجوب الإشهاد لظاهر هذا الحديث ( ولا يكتم ) أي : لا يخفيه ( ولا يغيب ) بفتح الغين المعجمة وتشديد التحتية أي : لا يجعله غائبا بأن يرسله إلى مكان آخر أو الكتمان [ ص: 2020 ] متعلق باللقطة والتغييب بالضالة ( فإن وجد صاحبها فليردها عليه ) بفتح الدال المشددة ( وإلا ) أي : وإن لم يجد صاحبها ( فهو مال الله ) أي : رزقه ( يؤتيه ) أي : يعطيه ( من يشاء ) أي : على وجه يشاؤه وفي شرح الطيبي - رحمه الله - قوله : " فهو مال الله ، وقال في الحديث السابق : رزق الله وهما عبارتان عن الحلال وليس للمعتزلة أن يتمسكوا به بأن الحرام ليس برزق لأن المقام مقام مدح اللقطة لا بيان الحلال والحرام ، والفاء في قوله " فهو مال الله " جواب للشرط ويجوز إسقاطها كما في رواية البخاري : " وإلا استمتع بها " قال المالكي : حذف الفاء والمبتدأ في الحديث معا من جواب الشرط ( رواه أحمد ، وأبو داود ، والدارمي ) .




الخدمات العلمية