الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
305 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما ، أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال ( إن شئت فتوضأ ، وإن شئت فلا تتوضأ ) قال : أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : ( نعم ! فتوضأ من لحوم الإبل ) قال : أصلي في مرابض الغنم ؟ قال : ( نعم ) . قال : أصلي في مبارك الإبل ؟ قال ( لا ) . رواه مسلم .

التالي السابق


305 - ( وعن جابر بن سمرة ) : كنيته أبو عبد الله العامري ابن أخت سعد بن أبي وقاص ، نزل الكوفة ومات بها سنة أربع وسبعين ، روى عنه جماعة ( أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنتوضأ ) : بالنون ، وفي نسخة : بالياء مجهولا وفي نسخة صحيحة أتوضأ بالمتكلم المفرد مع الاستفهام وغيره . قال الكازروني في بعض نسخ المصابيح : أيتوضأ ، وفي بعضها أنتوضأ ، والكل غير متبع رواية مطابقة وإنما الرواية أأتوضأ بهمزتين لكن حذف إحداهما في بعض الروايات ( من لحوم الغنم ؟ ) أي : من أكلها ( قال : إن شئت فتوضأ ، وإن شئت فلا تتوضأ ) . وفي نسخة : بحذف إحدى التاءين ( قال : أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم فتوضأ من لحوم الإبل ) وفيه تأكيد الوضوء من أكل لحم الإبل وهو واجب عند أحمد بن حنبل ، قال النووي : وهذا المذهب أقوى دليلا وعند غيره المراد منه غسل اليدين والفم لما في لحم الإبل من رائحة كريهة ودسومة غليظة بخلاف لحم الغنم أو منسوخ بحديث جابر ( قال ) : أي الرجل ( أصلي ) : بحذف حرف الاستفهام وفي نسخة بإثباته ( في مرابض الغنم ؟ ) : جمع مربض بفتح الميم وكسر الباء وهو موضع ربوض الغنم وهو للغنم بمنزلة الاضطجاع للإنسان والبروك للإبل والجثوم للطير ( قال ( نعم ) . فلا كراهة للصلاة فيه لأنه لا نفار لها بحيث يشوش على المصلي الخشوع والحضور ( قال : أصلي في مبارك الإبل ؟ ) : جمع مبرك بفتح الميم ( قال ( لا ) كره الصلاة في مبارك الإبل لما لا يؤمن من نفارها فيلحق المصلي ضرر من صدمة وغيرها فلا يكون له حضور . قال ابن حجر : والبقر كالغنم وفيه بحث ومحل الفرق حيث خلت المرابض والمبارك عن النجاسة وإلا فكرهت في المرابض أيضا لكن للنجاسة ( رواه مسلم ) . ورواه ابن ماجه عن ابن عمر ولفظه ( وتوضئوا من لحوم الإبل ولا تتوضئوا من لحوم الغنم ، وتوضئوا من ألبان الإبل ولا تتوضئوا من ألبان الغنم وصلوا في مراح الغنم ولا تصلوا في معاطن الإبل ) .




الخدمات العلمية