الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3116 - وعن أم سلمة أنها كانت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وميمونة إذ أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " احتجبا منه ، فقلت : يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه . رواه أحمد ، والترمذي ، وأبو داود .

التالي السابق


3116 - ( وعن أم سلمة أنها كانت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وميمونة ) بالرفع عطفا على المستتر في كانت وسوغه الفصل وتروى منصوبة عطفا على اسم إن ومجرورة عطفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره القاضي ، وقال الطيبي : الأوجه العطف على اسم أن ليشعر بأنه صلى الله عليه وسلم كان في بيت أم سلمة وميمونة داخلة عليها ; لأن تأخير المعطوف وإيقاع الفصل يدل على أصالة الأولى وتبعية الثانية كقوله تعالى ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ) ( أوقع الفصل ليدل على أن إسماعيل تابع له في الرفع ولو عطف من غير فصل أوهم الشركة ( إذا أقبل ابن أم مكتوم ) وهو الذي نزل فيه ( أن جاءه الأعمى ) ( فدخل عليه ) أي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجبا منه ) قالت أم سلمة ( فقلت : يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفعمياوان ) تثنية عمياء تأنيث أعمى ( أنتما ألستما تبصرانه ) قيل فيه تحريم نظر المرأة إلى الأجنبي مطلقا وبعض خصه بحال خوف الفتنة عليها جمعا بينه وبين قول عائشة كنت أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم في المسجد ومن أطلق التحريم قال ذلك قبل آية الحجاب والأصح إنه يجوز نظر المرأة إلى الرجل فيما فوق السرة وتحت الركبة بلا شهوة وهذا الحديث محمول على الورع والتقوى قال السيوطي - رحمه الله - : كان النظر إلى الحبشة عام قدومهم سنة سبع

[ ص: 2056 ] ولعائشة يومئذ ست عشرة سنة وذلك بعد الحجاب فيستدل به على جواز نظر المرأة إلى الرجل اه . وبدليل أنهن كن يحضرن الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ولا بد أن يقع نظرهن إلى الرجال فلو لم يجز لم يؤمرن بحضور المسجد والمصلى ولأنه أمرت النساء بالحجاب عن الرجال ولم يؤمر الرجال بالحجاب ، قال الطيبي : وروى أبو حامد عن سعيد بن المسيب أنه قال : وهو ابن أربع وثمانين سنة وقد ذهبت إحدى عينيه ويعشو بالأخرى ما شيء عندي أخوف من النساء ( رواه أحمد والترمذي وأبو داود ) قال العسقلاني : هو حديث مختلف في صحته .




الخدمات العلمية