الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
306 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356181nindex.php?page=treesubj&link=32582إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا ، فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا . فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ) . رواه مسلم .
306 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=10356182إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا ) : أي كالقرقرة بأن تردد في بطنه ريح ( فأشكل ) : أي التبس ( عليه أخرج ) : بهمزة استفهام ( منه شيء أم لا ، فلا يخرجن من المسجد ) : أي للتوضؤ لأن nindex.php?page=treesubj&link=32582المتيقن لا يبطله الشك . قيل : يوهم أن حكم غير المسجد بخلاف المسجد ، لكن أشير به إلى أن الأصل أن يصلي في المسجد لأنه مكانها ، فعلى المؤمن ملازمة الجماعات للمسجد ( حتى يسمع صوتا ) : أي : صوت ريح يخرج منه ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356183أو يجد ريحا ) : أي : يجد رائحة ريح خرجت منه ، وهذا مجاز عن تيقن الحدث [ ص: 361 ] لأنهما سبب العلم بذلك ، كذا قال بعض علمائنا . وقال ابن حجر : أي يحس بخروجه وإن لم يشمه ، وقال في شرح السنة : معناه حتى يتيقن الحدث لا أن سماع الصوت أو وجدان الريح شرط ، إذ قد يكون أصم فلا يسمع الصوت ، وقد يكون أخشم فلا يجد الريح وينتقض طهره إذا تيقن الحدث . قال الإمام في الحديث دليل على أن الريح الخارجة من أحد السبيلين توجب الوضوء ، وقال أصحاب أبي حنيفة : nindex.php?page=treesubj&link=93خروج الريح من القبل لا يوجب الوضوء وفيه دليل على أن اليقين لا يزول بالشك في شيء من أمر الشرع وهو قول عامة أهل العلم اهـ . وتوجيه قول الحنفية إنه نادر فلا يشمله النص كذا قيل والصحيح ما قاله ابن الهمام من أن الريح الخارج من الذكر اختلاج لا ريح فلا ينقض كالريح الخارجة من جراحة في البطن ( رواه مسلم ) .