الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
309 - وعن سويد بن النعمان - رضي الله عنه - أنه خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء - وهي من أدنى خيبر - صلى العصر ، ثم دعا بالأزواد ، فلم يؤت إلا بالسويق ، فأمر به فثري ، فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكلنا ، ثم قام إلى المغرب ، فمضمض ومضمضنا ، ثم صلى ولم يتوضأ ، رواه البخاري

التالي السابق


309 - ( وعن سويد ) مصغرا ( ابن النعمان ) : بضم النون ، ولم يذكر المصنف في أسماء رجاله إلا سويد بن قيس وقال : يكنى أبا صفوان روى عنه سماك بن حرب وعداده في الكوفيين ( إنه خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر ) أي : عام غزوة خيبر وهي بلدة معروفة غير منصرف للعلمية والتأنيث ، كذا ذكره الأبهري ( حتى إذا كانوا ) : أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه نازلين ( بالصهباء ) بفتح الموحدة والمد ( وهي ) : أي : الصهباء ( أدنى خيبر ) : أي : أسفلها أو أقربها ، وفي نسخة صحيحة : من أدنى خيبر أي الصهباء ، موضع قريب من خيبر ( صلى العصر ، ثم دعا بالأزواد ) : جمع الزاد ( فلم يؤت إلا بالسويق ) : وهو ما يحرش من الشعير والحنطة وغيرهما للزاد ( فأمر به ) : أي : بالسويق ( فثري ) : أي : بل ليسهل أكله قالالطيبي : أي بل من الثرى وهو التراب الندي الذي تحت التراب الظاهر يقال : ثرى التراب إذا رش عليه بالماء ( فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكلنا ، ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ) فتستحب المضمضة ( ثم صلى ولم يتوضأ ) : وإن كان مما مسته النار ( رواه البخاري ) قال ابن حجر : ومسلم ومر ما فيه اهـ وقال فيما مر بعد قول المصنف رواه مسلم . وعند البخاري من حديث أنس طرف منه . فإن كان مراده من حديث أنس ما قدمناه فليس فيه طرف منه ، وإن أراد بقوله : " ومسلم " المتفق عليه من حديث ابن عباس ، حيث ذكر المضمضة فيه ، فليس هذا من اصطلاح المحدثين ، وإن كان غير ذلك فيحتاج إلى بيان ليكون حجة على المؤلف في تقصير تتبعه .

[ ص: 363 ]



الخدمات العلمية