الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3155 - وعن ابن عباس قال أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال " أهديتم الفتاة " . قالوا نعم . قال " أرسلتم معها من يغنى قالت لا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " إن الأنصار قوم فيهم غزل فلو بعثتم معها من يقول أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم " . . رواه ابن ماجه .

التالي السابق


3155 - ( وعن ابن عباس قال : أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أهديتم ) بفتح الهاء ( الفتاة ) أي : الجارية والمراد بها البنت والمهدي إليه محذوف أي إلى بعلها ، قال الطيبي : " الهداء مصدر هديت المرأة إلى زوجها فهي مهدية وهدي أيضا " ، في القاموس : " هدي كغني : العروس كالهدية وهداها إلى بعلها وأهداها واهتداها " اه ، فيصح أيضا ما في بعض النسخ المصححة من ضبطها أهديتم بالسكون ( قالوا ) أي : بعضهم ( نعم ) وفي إيراد الضمير المذكر إما تغليب لما هناك من أقاربهما أو خدامها أو تنزيلا من منزلة الرجال في القيام بحقها ( قال : أرسلتم معها من تغني ) بضم التاء وكسر النون وفي نسخة بفتحهما على حذف إحدى التاءين ( قالت : لا ) تصدت للجواب لأنها الرئيسة ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الأنصار قوم فيهم غزل ) بفتحتين أي ميل إلى الغناء وقال الجوهري : مغازلة النساء في محادثتهن ومراودتهن والاسم الغزل ( فلو بعثتم معها ) لو للتمني وجوابه محذوف أي لكان حسنا ( من يقول أتيناكم أتيناكم ) أي : هنا ونحوه ( فحيانا وحياكم ) أي : الله تعالى أبقانا وأبقاكم وسلم إياكم خبر معناه الدعاء ، قال ابن الملك : " أي سلام علينا وعليكم " ، قيل : وتمامه ولولا الحنطة السمراء لم تسمن عذاراكم أي : بناتكم البكر ، والسمراء أي الحمراء والسمرة بياض يختلطه حمرة ( رواه ابن ماجه ) .

[ ص: 2074 ]



الخدمات العلمية