الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3196 - وعن أسماء بنت يزيد قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا تقتلوا أولادكم سرا فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه . رواه أبو داود .

التالي السابق


3196 - ( وعن أسماء ) أصله وسماء على وزن فعلاء ولذا لم يصرف كذا قيل ، ويمكن أن يكون أسماء جمع اسم أطلق عليها وعدم صرفه العلمية والتأنيث ( بنت يزيد ) احتراز من أسماء بنت أبي بكر الصديق ( قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا تقتلوا أولادكم سرا ) أي : إغالة والنهي للتنزيه ويحمل قوله السابق : " لقد هممت " أن النهي على التحريم فلا منافاة ( فإن الغيل ) وهو لبن يحصل عند الإغالة أي ضرره وأثره ( يدرك الفارس ) أي : راكب الفرس الذي تربى بلبن الغيل ( فيدعثره ) أي : يصرعه ويسقطه ( عن فرسه ) فيموت فيكون موته هذا مسببا عن تلك الغيلة وهي كالمغيل له أي المهلك غير [ ص: 2095 ] أنه سر لا يظهر ، وتوضيحه أن المرأة إذا جومعت وحملت فسد لبنها وإذا اغتذى به الطفل بقي سوء أثره في بدنه وأفسد مزاجه فإذا صار رجلا وركب الفرس فركضها ربما أدركه ضعف الغيل فيسقط من متن فرسه وكان ذلك كالقتل فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإرضاع حال الحمل ، ويحتمل أن يكون النهي للرجال أي لا تجامعوا في حال الإرضاع ; كيلا تحبل نساؤكم فيهلك الإرضاع في حال الحمل أولادكم ، وهذا نهي تنزيه لا تحريم ، قال الطيبي - رحمه الله - : نفيه لأثر الغيل في الحديثين السابقين كان إبطالا لاعتقاد الجاهلية كونه مؤثرا وإثباته له هنا لأنه سبب في الجملة مع كون المؤثر الحقيقي هو الله تعالى ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية