الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3374 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ألا أنبئكم بشراركم الذي يأكل وحده ، ويجلد عبده ، ويمنع رفده " . رواه رزين .

التالي السابق


3374 - ( وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ألا " بالتخفيف للتنبيه ( أنبئكم ) : بتشديد الموحدة في أكثر النسخ المصححة وفي النسخة الأصلية بتخفيفها من الإنباء ، والمعنى : ألا أخبركم ( بشراركم ) : بكسر أوله جمع الشر ( الذي ) : أي الفريق أو الجمع الذي ( يأكل وحده ) : أفرد باعتبار معنى مرجعه ، ونصبه على الحال مذهب كوفي أو بتأويل منفردا أي بخلا وتكبرا ( يجلد عبده ) : أي يضربه بغير حق ( ويمنع رفده ) : بكسر أوله أي عطيته عن مستحقها ، وحاصل معناه أن شرار الناس من جمع بين البخل وسوء الخلق . ( رواه رزين ) : وفي الجامع الصغير ، روى ابن عساكر عن معاذ : " ألا أنبئك بشر الناس ؟ من أكل وحده ، ومنع رفده ، وسافر وحده ، وضرب عبده ، ألا أنبئك بشر من هذا ؟ من يبغض الناس ويبغضونه ، ألا أنبئك بشر من هذا ؟ من باع آخرته بدنيا غيره ، ألا أنبئك بشر من هذا ؟ من أكل الدنيا بالدين " . وقال ميرك : يفهم من كلام الحافظ المنذري في الترغيب أن هذا الحديث رواه الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : ( ألا أنبئكم بشراركم ؟ قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله . قال : " إن شراركم الذي ينزل وحده ، ويجلد عبده ، ويمنع رفده ، أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ " قالوا : بلى . قال : الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغفرون ذنبا " . قال : ( أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ ) قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره " .




الخدمات العلمية