الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
30 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان " رواه أبو داود .

التالي السابق


30 - ( وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - ) : بضم الهمزة وتفخيم الميم ، باهلي سكن بمصر ، ثم انتقل إلى حمص ومات بها ، وكان من المكثرين في الرواية ، وأكثر حديثه عن الشاميين ، روى عنه خلق كثير ، مات بسنة ست وثمانين ، وله إحدى وسبعون ، وهو آخر من مات من الصحابة بالشام ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من أحب ) أي شيئا أو شخصا ، فحذف المفعول ليذهب الوهم كل مذهب ( لله ) : لا لغرض سواه ، ولا لشهوة طبعه وهواه [ ص: 107 ] ( وأبغض لله ) كذلك ( وأعطى لله ، ومنع لله ) وكذلك سائر الأعمال ، فتكلم لله ، وسكت لله ، واختلط بالناس لله ، واعتزل عن الخلق لله كقوله تعالى حاكيا : ( إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ) وإنما خص الأفعال الأربعة لأنها حظوظ نفسانية ، إذ قلما يمحضها الإنسان لله ، فإذا محضها مع صعوبة تمحيضها كان تمحيض غيرها بالطريق الأولى ؛ ولذا أشار إلى استكمال الدين بتمحيضها بقوله : ( فقد استكمل الإيمان ) بالنصب أي أكمله ، وعدي إليه للمبالغة لزيادة السين المستدعية لتجريده من نفسه شخصا آخر يطلب منه إكمال الإيمان ، ونظيره : ( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ) أي يطلبون من أنفسهم الفتح عليهم ، وقيل بالرفع أي تكمل إيمانه . ( رواه أبو داود ) وسكت عليه ، وصححه الحاكم ، وحسنه الترمذي .




الخدمات العلمية