الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3575 - وعن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به . رواه الترمذي وابن ماجه .

التالي السابق


3575 - ( وعن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من وجدتموه ) أي علمتموه ( يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) في شرح السنة في حد اللوطي ، فذهب الشافعي في أظهر قوليه ، وأبو يوسف ، ومحمد إلى أن حد الفاعل حد الزنا أي إن كان محصنا يرجم وإن لم يكن محصنا يجلد مائة وعلى المفعول به عند الشافعي على هذا القول جلد مائة وتغريب عام رجلا كان أو امرأة محصنا أو غير محصن ; لأن التمكين في الدبر لا يحصنها فلا يلزمها حد المحصنات ، وذهب قوم إلى أن اللوطي يرجم محصنا كان أو غير محصن وبه قال مالك وأحمد ، والقول الآخر للشافعي أنه يقتل الفاعل والمفعول به كما هو ظاهر الحديث ، وقد قيل في كيفية قتلهما هدم بناء عليهما ، وقيل : رميهما من شاهق كما فعل بقوم لوط وعند أبي حنيفة يعزر ولا يحد . اه وقيل : يقتل بالضرب وقيل : الحديث محمول على مجرد التهديد من غير قصد إيقاع القتل ; لأن الضرب الأليم قد يسمى قتلا ، ونقل كمال باشا عن شرح الجامع الصغير أن الرأي فيه إلى الإمام إن شاء قتله إن اعتاده ، وإن شاء ضربه ، وحبسه ( رواه الترمذي وابن ماجه ) .




الخدمات العلمية