الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3707 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا أراد الله بالأمير خيرا ; جعل له وزير صدق إن نسي ذكره ، وإن ذكر أعانه ، وإذا أراد به غير ذلك ، جعل له وزير سوء ; إن نسي لم يذكره ، وإن ذكر لم يعنه . رواه أبو داود والنسائي .

التالي السابق


3707 - ( وعن عائشة قالت : قال ) ; أي لي كما في نسخة ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد الله بالأمير ) ; أي بمن يكون أميرا ( خيرا ) في الدنيا والعقبى ( جعل له وزير صدق ) ; أي قدر له وزيرا صادقا مصلحا ، قال في النهاية : الوزير الذي يؤازر الأمير ، فيحمل عنه ما حمله من الأثقال ، يعني أنه مأخوذ من الوزر ، وهو الحمل والثقل ، ومنه قوله تعالى : حتى تضع الحرب أوزارها ; أي انقضى أمرها وخفت أثقالها ، فلم يبق قتال ، لكن أكثر ما يطلق في الحديث وغيره على الذنب والإثم ، ومنه قوله تعالى : وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم فيمكن أن الوزير سمي وزيرا ; لأنه يتحمل وزر الأمير في أمور كثيرة ، ( إن نسي ) ; أي الأمير حكم الله ( ذكره ) بالتشديد ; أي أخبر الأمير به ( وإن ذكر ) بالتخفيف ; أي وإن تذكره الأمير بنفسه ( أعانه ) ; أي حرضه الوزير وحرضه عليه ( وإذا أراد به ) ; أي الله تعالى بالأمير ( غير ذلك ) ; أي شرا ( جعل له وزير سوء ) بفتح السين وضمة ( إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه ) ; بل يصرفه عنه ، قال الطيبي - رحمه الله - : أصل وزير صدق وزير صادق ، ثم وزير صدق على الوصف به ذهابا إلى أنه نفس الصدق ومجسم عنه ; يعني مبالغة ، ثم أضيف إليه لمزيد الاختصاص به ، ولم يرد الصدق الاختصاص بالقول فقط بالأفعال والأقوال ، وقال الراغب : يعبر عن كل فعل فاضل ظاهرا وباطنا وبالصدق ، ويضاف إليه ذلك الفعل الذي يوصف به ، نحو قوله تعالى : في مقعد صدق و ( قدم صدق ) ، وعلى عكس ذلك وزير سوء ( رواه أبو داود والنسائي ) وكذا البيهقي ، وروى الديلمي في مسند الفردوس ، عن مهران مرفوعا : " إذا أراد الله بقوم خيرا ولى عليهم حلماءهم وقضى بينهم علماؤهم وجعل المال في سمحائهم وإذا أراد بقوم شرا ولى عليهم سفهاءهم وقضى بينهم جهالهم وجعل المال في بخلائهم " .




الخدمات العلمية