الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3744 - وفي رواية رزين ، عن نافع ، أن ابن عمر قال لعثمان : يا أمير المؤمنين ! لا أقضي بين رجلين ، قال : فإن أباك كان يقضي . فقال : إن أبي لو أشكل عليه شيء سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولو أشكل على رسول الله له شيء سأل جبريل عليه السلام ، وإني لا أجد من أسأله ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من عاذ بالله ، فقد عاذ بعظيم . وسمعته يقول : من عاذ بالله فأعيذوه . وإني أعوذ بالله أن تجعلني قاضيا ! فأعفاه ، قال : لا تخبر أحدا .

التالي السابق


3744 - ( وفي رواية رزين ، عن نافع ، أن ابن عمر قال لعثمان : يا أمير المؤمنين ! لا أقضي بين رجلين ) : يعني في جواب أمره له بالقضاء على ما سبق ( قال : فإن أباك كان يقضي فقال : إن أبي لو أشكل عليه شيء سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) : ظاهره أن عمر كان يقضي في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( ولو أشكل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء سأل جبريل عليه السلام ، وإني لا أجد من أسأله ) : وكان مذهبه أن لا يجوز للمجتهد تقليد المجتهد من الخليفة وغيره على ما ذهب إليه علي رضي الله عنهم ( وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من عاذ بالله فقد عاذ بعظيم ) : وفي الجامع الصغير : " من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ " . رواه أحمد عن عثمان وابن عمر ( وسمعته يقول : " من عاذ بالله ; فأعيذوه " . وإني أعوذ بالله أن تجعلني قاضيا فأعفاه ) : لغة بمعنى عفاه وسامحه ( وقال ) : أي عثمان ( لا تجبر أحدا ) : بصيغة المتكلم من الإجبار بمعنى الإكراه ، وفى بعض الأصول المصححة لا تخبر بالخاء المعجمة من الإخبار على صيغة الخطاب ; أي : لا تعلم أحدا غيرك بما ذكرته لئلا ينسد الباب هذا ، ومن غريب ما ورد في ذم القضاء ما رواه تمام وابن عساكر ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عج حجر إلى الله تعالى فقال : إلهي وسيدي عبدتك كذا سنة ، ثم جعلتني في أس كنيف ، فقال : أوما ترضى أن عدلت بك عن مجالس القضاء ، كذا في الجامع الصغير للسيوطي .




الخدمات العلمية