الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
382 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع من سنن المرسلين : الحياء - ويروى الختان - والتعطر ، والسواك ، والنكاح " . رواه الترمذي .

التالي السابق


382 - ( وعن أبي أيوب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أربع " : أي : خصال عظيمة المقدار جليلة الاعتبار " من سنن المرسلين " : أي فعلا وقولا يعني التي فعلوها وحثوا عليها وفيه تغليب لأن بعضهم كعيسى ما ظهر منه الفعل في بعض الخصال وهو النكاح " الحياء " قال ابن حجر : بدأ به فإن الحياء خير كله على ما ورد ، وقد ثبت أن نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم كان أشد حياء من البكر في خدرها اهـ . وقد أورد التوربشتي ما رواه بهذا المعنى كما سيأتي . وفي نسخة : الحناء . قال ابن حجر : وروي الحناء بالنون وهو إن وقع في صحيح الترمذي تصحيف كما بينته في شن الغارة على من أظهر معرة بقوله : في الحناء وعواره ، فإن جمعا يمنيين زعموا حل الحناء للرجال وصنفوا فيه وقل أدبهم على بقية علماء المذهب ، وخضب اللحية سنة لم تعرف لغير نبينا فلا يصح حمل تلك الرواية المصحفة عليه اهـ . وفيه أبحاث لا تخفى ( ويروى الختان - ) قال الأبهري : يحتمل أن النون سقط منه في بعض نسخ أهل الرواية فروي على رسم الخط . قال الطيبي : اختصر المظهر كلام التوربشتي ، وقال في الحياء ثلاث روايات [ ص: 399 ] بالحاء المهملة والياء التحتانية يعني به ما يقتضي الحياء من الدين كستر العورة والتنزه عما تأباه المروءة ويذمه الشرع من الفواحش وغيرها ، لا الحياء الجبلي نفسه مشترك بين الناس ، وأنه خلق غريزي لا يدخل في جملة السنن ، وثانيها الختان بخاء معجمة وتاء فوقها نقطتان وهي من سنة الأنبياء كما سبق من لدن إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى زمن نبينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم .

وروي أن آدم وشيثا ونوحا وهودا وصالحا ولوطا وشعيبا ويوسف وموسى وسليمان وزكريا وعيسى وحنظلة بن صفوان نبي أصحاب الرس ومحمدا صلوات الله وسلامه عليهم ، ولدوا مختونين ، وثالثها الحناء بالحاء المهملة والنون المشددة وهذه الرواية غير صحيحة ولعلها تصحيف لأنه يحرم على الرجال خضاب اليد والرجل تشبها بالنساء ، وأما خضاب الشعر به فلم يكن قبل نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم فلا يصح إسناده إلى المرسلين " والتعطر " : أي التطيب بالطيب في البدن والثياب ، وقد ورد عن بعض الصحابة أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يتطيب بالمسك مما لو كان لأحدنا لكان رأس مال " والسواك " ولقد أكثر نبينا منه صلى الله تعالى عليه وسلم حتى خشي على فمه الحفاء وهو داء عظيم يضر بالأسنان واللثة " والنكاح " قال ابن حجر : لقد جمعت الأحاديث التي فيها في جزء وسميتها : " الإفصاح في فضائل النكاح " فزادت على المائة ( رواه الترمذي ) وقال : حسن غريب .




الخدمات العلمية