الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3902 - وعنه ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يطرق أهله ليلا ، وكان لا يدخل إلا غدوة ، أو عشية . متفق عليه .

التالي السابق


3902 - ( وعنه ) : أي : عن أنس رضي الله عنه ( قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يطرق ) بضم الراء ; أي : لا يأتي ( أهله ليلا ) : فيه تجريد ، ففي النهاية الطروق من الطرق ، وهو الدق وسمي الآتي بالليل طارقا لحاجته إلى دق الباب . قلت : أو مأخوذ من الطارق بمعنى النجم الثاقب لظهوره ليلا ( وكان ) : أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - ( لا يدخل إلا غدوة ) : بضم أوله ، أو فتحه ، وفي نسخة بفتحتين ، ففي القاموس : الغدوة بالضم البكرة ، أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس كالغداة . وفي النهاية : الغدو سير أول النهار ، والغدوة مرة منه ، والغدوة بالضم ما بين صلاة الغدوة وطلوع الشمس ( أو عشية ) : في النهاية : العشي ما بعد الزوال إلى المغرب . وفي القاموس : العشي والعشية آخر النهار . قال الطيبي : لم يرد بالعشية الليل لقوله : لا يطرق أهله ليلا ، وإنما المراد بعد صلاة العصر كقوله تعالى : وعشيا وحين تظهرون الكشاف : عشيا صلاة العصر ، وتظهرون صلاة الظهر اهـ . وفيه أن الكشاف بين المعنى المراد في الآية بقرينة تظهرون ، لا أنه تفسير دعوى ( متفق عليه ) : ورواه أحمد ، والنسائي .

[ ص: 2516 ]



الخدمات العلمية