الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4005 - وعن عمير مولى آبي اللحم ، قال : شهدت خيبر مع سادتي ، فكلموا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلموه أني مملوك فأمرني فقلدت سيفا ، فإذا أنا أجره فأمر لي بشيء من خرثي المتاع ، وعرضت عليه رقية كنت أرقي بها المجانين ، فأمرني بطرح بعضها وحبس بعضها . رواه الترمذي ، وأبو داود إلا أن روايته انتهت عند قوله : المتاع .

التالي السابق


4005 - ( وعن عمير ) : بالتصغير ( مولى آبي اللحم ) أي : مملوكه لما سيأتي ، أو معتوقه باعتبار مآله ، وهو اسم فاعل من أبى يأبى ، وكني بذلك ; لأنه كان لا يأكل لحم ما ذبح للأصنام . قال المؤلف : مولاه غفاري حجازي ، وهو شهد فتح خيبر مع مولاه ، روى عنه جماعة ، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه ( قال : شهدت ) أي : حضرت ( خيبر ) أي : غزوته ( مع سادتي ) أي : كبار أهلي ( فكلموا في ) أي : في حقي وشأني ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : بما هو مدح لي ، أو بأن يأخذني للغزو ( وكلموه ) أي : وأعلموه ( أني مملوك ) : قال الطيبي : عطف على قوله : فكلموا في أي : كلموا في حقي وشأني أولا بما هو مدح لي ، ثم أتبعوه بقولهم : أني مملوك ( فأمرني ) أي : بأن أحمل السلاح ، وأكون مع المجاهدين لأتعلم المحاربة على تقدير أن يكون صغيرا ، أو لأقاتل معهم ( فقلدت ) : بتشديد اللام المكسورة ( سيفا ) أي : جعلوني مقلدا بسيف ( فإذا ) : للمفاجأة ( أنا أجره ) أي : أسحب السيف على الأرض من صغر سني ، أو قصر قامتي ( فأمر لي ) أي : عند تقسيم الغنائم ( بشيء ) أي : قليل دون السهم ( من خرثي المتاع ) ، بضم المعجمة وسكون الراء وكسر المثلثة وتشديد الياء أي : أثاث البيت وإسقاطه كالقدر وغيره وإنما رضخه بهذا ; لأنه كان مملوكا ( وعرضت عليه رقية ) . بضم فسكون أي : تعويذا ( كنت أرقي ) : بكسر القاف أي : أعيذ ( بها المجانين فأمرني بطرح بعضها ) أي : بتركه ( وحبس بعضها ) . أي : إبقائه ( رواه الترمذي ، وأبو داود إلا أن روايته ) أي : أبو داود ( انتهت عند قوله : المتاع ) .




الخدمات العلمية