الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
35 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قلما خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10355617nindex.php?page=treesubj&link=19842_19489_18085لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له " . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " .
35 - ( وعن أنس ) رضي الله عنه ( قال : قلما خطب ) : " ما " مصدرية ، أي قل خطبة خطبنا ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ويجوز أن تكون كافة ، وهو يستعمل في النفي ، ويدل عليه الاستثناء ، أي ما وعظنا ( إلا قال ) أي فيها ، ولعل الحصر غالبي . ( لا إيمان ) أي على وجه الكمال ( لمن لا أمانة له ) : في النفس والأهل والمال ، وقيل : فيما استؤمن عليه من حقوق الله وحقوق العباد التي كلف بها ، وقد قال تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إنا عرضنا الأمانة على السماوات ) [ ص: 109 ] الآية . والإنسان فيها هو آدم ثم ذريته ، ومع كونه ظلوما أي ظلم نفسه بالتزامه بحمل ما فيه كلفة عظيمة عليها المؤدي إلى عدم قيامها به لا سيما على الوجه الأكمل - جهولا ؛ لأنه جهل nindex.php?page=treesubj&link=18085خطر تلك الأمانة ومشقة رعايتها عند تحمله لها ، وإنما انتفى كمال الدين بانتفائها ؛ لأنه يؤدي إلى استباحة الأموال ، والأعراض ، والأبضاع ، والنفوس ، وهذه فواحش تنقص الإيمان وتقهره إلى ألا يبقى منه إلا أقله ، بل ربما أدت إلى الكفر ، ومن ثم قيل : المعاصي بريد الكفر ( ولا دين ) ] على طريق اليقين ( لمن لا عهد له ) بأن غدر في العهد واليمين ، قيل : هذا الكلام وأمثاله وعيد لا يراد به الانقلاع بل الزجر ونفي الفضيلة دون الحقيقة ، وقيل : يحتمل أن يراد به الحقيقة ، فإن من اعتاد هذه الأمور لم يؤمن عليه أن يقع ثاني الحال في الكفر كما في الحديث : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10355618من يرتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) . ( رواه البيهقي في شعب الإيمان ) وكذا رواه محيي السنة أي صاحب المصابيح بإسناده في شرح السنة ، ورواه الطبراني في معجمه الكبير من حديث ابن مسعود بزيادات لا بأس بذكرها ، ولفظه قال : قال رسول - صلى الله عليه وسلم - ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10355619لا إيمان لمن لا أمانة له ، nindex.php?page=treesubj&link=18085ولا دين لمن لا عهد له ، والذي نفس محمد بيده لا يستقيم دين عبد حتى يستقيم لسانه ، ولا يستقيم له حتى يستقيم قلبه ، nindex.php?page=treesubj&link=18122_18120ولا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ) . فقيل : ما البوائق يا رسول الله ؟ قال : ( غشمه ، وظلمه ، وأيما رجل أصاب مالا من حرام وأنفق منه لم يبارك له فيه ، وإن تصدق منه لم يقبل منه ، وما بقي فزاده إلى النار ، ألا إن الخبيث لا يكفر الخبيث ، ولكن الطيب يكفر ) .