4163 - وعنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بها . رواه مسلم .

التالي السابق

عرض الحاشية

4163 - ( وَعَنْهُ ) : أَيْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - ( قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يَأْكُلَنَّ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ وَلَا يَشْرَبَنَّ بِهَا ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِهَا ) قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ : الْمَعْنَى أَنَّهُ يَحْمِلُ أَوْلِيَاءَهُ مِنَ الْإِنْسِ عَلَى ذَلِكَ الصَّنِيعِ لِيُضَادَّ بِهِ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ . ثُمَّ إِنَّ مِنْ حَقِّ نِعْمَةِ اللَّهِ وَالْقِيَامِ بِشُكْرِهَا أَنْ تُكْرَمَ وَلَا يُسْتَهَانَ بِهَا ، وَمِنْ حَقِّ الْكَرَامَةِ أَنْ تُتَنَاوَلَ بِالْيَمِينِ وَيُمَيَّزَ بِهَا بَيْنَ مَا كَانَ مِنَ النِّعْمَةِ ، وَبَيْنَ مَا كَانَ مِنَ الْأَذَى . قَالَ الطِّيبِيُّ : وَتَحْرِيرُهُ أَنْ يُقَالَ : لَا يَأْكُلَنَّ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ وَلَا يَشْرَبَنَّ بِهَا ، فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ كُنْتُمْ أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْمِلُ أَوْلِيَاءَهُ مِنَ الْإِنْسِ عَلَى ذَلِكَ . قَالَ النَّوَوِيُّ : فِيهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي اجْتِنَابُ الْأَفْعَالِ الَّتِي تُشْبِهُ أَفْعَالَ الشَّيَاطِينِ وَأَنَّ لِلشَّيْطَانِ يَدَيْنِ . قَالَ الطِّيبِيُّ : حَمَلَ الْحَدِيثَ عَلَى ظَاهِرِهِ كَمَا سَبَقَ فِي الْحَدِيثِ السَّابِقِ . ( رَوَاهُ مُسْلِمٌ ) . وَكَذَا أَحْمَدُ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَفْظُهُ : " لَا تَأْكُلُوا [ ص: 2694 ] بِالشِّمَالِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ . وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَفْظُهُ : " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ وَلِيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ وَلِيَأْخُذْ بِيَمِينِهِ وَلْيُعْطِ بِيَمِينِهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ وَيُعْطِي بِشِمَالِهِ وَيَأْخُذُ بِشِمَالِهِ " .

4163 - ( وعنه ) : أي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بها ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها ) قال التوربشتي : المعنى أنه يحمل أولياءه من الإنس على ذلك الصنيع ليضاد به عباد الله الصالحين . ثم إن من حق نعمة الله والقيام بشكرها أن تكرم ولا يستهان بها ، ومن حق الكرامة أن تتناول باليمين ويميز بها بين ما كان من النعمة ، وبين ما كان من الأذى . قال الطيبي : وتحريره أن يقال : لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بها ، فإنكم إن فعلتم ذلك كنتم أولياء الشيطان ، فإن الشيطان يحمل أولياءه من الإنس على ذلك . قال النووي : فيه أنه ينبغي اجتناب الأفعال التي تشبه أفعال الشياطين وأن للشيطان يدين . قال الطيبي : حمل الحديث على ظاهره كما سبق في الحديث السابق . ( رواه مسلم ) . وكذا أحمد ، وأبو داود ، ورواه النسائي ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ورواه ابن ماجه عن جابر - رضي الله عنه - ولفظه : " لا تأكلوا [ ص: 2694 ] بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال . ورواه الحسن بن سفيان في مسنده بسند حسن عن أبي هريرة ولفظه : " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله ويأخذ بشماله " .