الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4192 - وعنها ، قالت : كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارا ، إنما هو التمر والماء ، إلا أن يؤتى باللحيم متفق عليه .

التالي السابق


4192 - ( وعنها ) : أي : عن عائشة - رضي الله تعالى عنها ( قالت : كان يأتي ) : أي يمر ويمضي ( علينا ) : أي أهل بيت النبوة ( الشهر ) : أي شهر من الأشهر ( ما نوقد فيه نارا ) : أي لا نخبز ولا نطبخ فيه شيئا ( إنما هو ) : أي المأكول والمتناول ( التمر والماء ) : وفي عطف الماء مبالغة لا تخفى ( إلا أن نؤتى ) : أي نحن ، وفي نسخة بالياء أي : المأكول ( باللحيم ) : تصغير اللحم ، مشعر بأن ما يؤتى إلى أمهات المؤمنين لم يكن كثيرا ، وقيل المعنى لا نوقد النار للطبخ ، ونكتفي بالتمر بدل الطعام إلى أن يرسل إلينا قطعة لحم ، فالتصغير للتعظيم أو للمحبة الناشئة من الاشتهاء لكونه سيد الإدام . قال المظهر : أي لا نطبخ شيئا إلا أن يؤتى باللحم ، فحينئذ نوقد النار . قال الطيبي : ظاهر مشعر بأنه استثناء منقطع ، والأظهر أن يكون متصلا لأن ( أن يؤتى ) مصدر والوقت مقدر ، فيكون المستثنى منه المجرور في ( فيه ) العائد إلى الشهر ، ويجوز أن يكون مستثنى مما يفهم من قولها : ( إنما هو التمر والماء ) ، والمعنى ما المأكول إلا تمر وماء ، إلا أن يؤتى باللحيم ، فحينئذ يكون المأكول لحما . ( متفق عليه ) .

[ ص: 2706 ]



الخدمات العلمية