الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4200 - وعن أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها " . رواه مسلم . وسنذكر حديثي عائشة ، وأبي هريرة - رضي الله عنهما : " ما شبع آل محمد ، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا في " باب فضل الفقراء " ، إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


4200 - ( وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى ليرضى عن العبد ) : اللام للجنس أو للاستغراق ( أن يأكل ) : أي بسبب أن يأكل ، أو لأجل أن يأكل ، أو وقت أن يأكل ، أو مفعول به ليرضى يعني يحب منه أن يأكل ( الأكلة ) : بفتح الهمزة أي : المرة من الأكل حتى يشبع ويروى بضم الهمزة أي : اللقمة وهي أبلغ في بيان اهتمام أداء الحمد ، لكن الأول أوفق مع قوله : أو يشرب الشربة ، فإنها بالفتح لا غير ، وكل منهما مفعول مطلق لفعله ( فيحمده ) : بالنصب وهو ظاهر ، وفي نسخة بالرفع أي : فهو - أي العبد - يحمده ، وفي رواية : " فيحمد الله " ، ( عليها ) : أي على الأكلة ( أو يشرب الشربة فيحمده عليها ) : أي على الشربة ، و " أو " : للتنويع ، وأغرب الحنفي وقال : لعل هذا شك راو ( رواه مسلم ) : وكذا أحمد والترمذي والنسائي . ( وسنذكر حديثي عائشة وأبي هريرة ) : أي اللذين ذكرهما صاحب المصابيح هنا أولهما : ( ما شبع آل محمد ) : أي من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض ( وخرج ) : أي وثانيهما : خرج ( النبي - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا ) : أي و لم يشبع من خبز الشعير ( في باب فضل الفقراء ) : أي لكونهما أنسب له من هذا الباب ، والله أعلم بالصواب . ( إن شاء الله تعالى ) : متعلق بسنذكر .

[ ص: 2710 ]



الخدمات العلمية