الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4218 - وعن نبيشة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=treesubj&link=18338من أكل في قصعة فلحسها استغفرت له القصعة " . رواه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، والدارمي . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : هذا حديث غريب .
4218 - ( وعن نبيشة ) : بضم نون وفتح موحدة وسكون تحتية فشين معجمة وهاء تأنيث ، وهو نبيشة الخير الهذلي ، روى عنه أبو المليح وأبو قلابة ، يعد في البصريين ، وحديثه فيهم ، ذكره المؤلف ، في فصل الصحابة . ( عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من أكل ) : أي طعاما ( في قصعة ) : أي ونحوها . قال الطيبي : جيء بفي [ ص: 2719 ] بدل " من " مريدا للتمكن - من الأكل واقعا في القصعة ، كما في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71ولأصلبنكم في جذوع النخل ومن ثم أتبعه بقوله : ( فلحسها ) : بكسر الحاء ، وقد صرح صاحب القاموس والمصباح أنه من باب سمع ، ووقع في نسخة السيد بفتحها والله أعلم ، والمراد أنه لحس ما فيها من طعام تواضعا وتعظيما لما أنعم الله عليه ورزقه وصيانة له عن التلف . ( استغفرت له القصعة ) . ولعله أظهر في موضع المضمر ، لئلا يتوهم أن قوله : " استغفرت " بصيغة المتكلم ، هذا ولما كانت تلك المغفرة بسبب nindex.php?page=treesubj&link=18338لحس القصعة وتوسطها جعلت القصعة كأنها تستغفر له ، مع أنه لا مانع من الحمل على الحقيقة .
قال التوربشتي : استغفار القصعة عبارة عما تعورف فيه من أمارة التواضع ممن أكل منها ، وبراءته من الكبر ، وذلك مما يوجب له المغفرة فأضاف إلى القصعة ؛ لأنها كالسبب لذلك . ( رواه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، والدارمي . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : هذا حديث غريب ) : وهو الذي تفرد به ضبط عادل من سائر الرواة ، وهو لا ينافي الصحة ويجتمع مع الحسن والضعف ، والله تعالى أعلم .