الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4282 - وعن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان أحب الشراب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحلو البارد .

رواه الترمذي ، وقال : والصحيح ما روي عن الزهري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا .

التالي السابق


4282 - ( وعن الزهري ) : - رضي الله تعالى عنه - تابعي جليل ( عن عروة ) : أي ابن الزبير بن العوام من كبار التابعين . قال ابن شهاب : عروة بحر لا ينزف . ( عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : كان أحب الشراب ) : بالرفع ونصبه أحب ( إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحلو البارد ) : بالنصب ورفعه أرفع ، ومعنى أحب : ألذ ; لأن ماء زمزم أفضل ، وكذا اللبن عنده أحب كما سيأتي ، اللهم إلا أن يراد هذا الوصف على الوجه الأعم ، فيشمل الماء القراح واللبن ، والماء المخلوط به أو بغيره كالعسل أو المنقوع فيه تمر أو زبيب ، وبه يحصل الجمع بينه وبين ما رواه أبو نعيم في الطب ، عن ابن عباس : " كان أحب الشراب إليه اللبن " ، وما أخرجه ابن السني وأبو نعيم في [ ص: 2754 ] الطب ، عن عائشة - رضي الله عنها : " كان أحب الشراب إليه العسل " . ( رواه الترمذي ) . مسندا أو مرسلا على ما بينه في الشمائل ( وقال ) : أي في جامعه ( والصحيح ) : أي من جهة الإسناد ( ما روي عن الزهري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا ) : أي لكونه حذف الصحابية ، وعلل الترمذي في الشمائل بأن الأكثر رووه مرسلا ، وإنما أسنده ابن عيينة من بين الناس اهـ . وهذا كما ترى فيه بحث ; لأن سفيان بن عيينة من أحد التابعين ، بحيث أسنده عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - مرفوعا ، فلا شك في صحة إسناده ; ولأن زيادة الثقة مقبولة في المتن والإسناد ، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ، ولا عبرة في المذهب المنصور على ما صرح به ابن الهمام برواية الأكثر ، مع أن المرسل حجة عند الجمهور ومعتبر في فضائل الأعمال عند الكل ، هذا مع أنه روى الحديث أيضا الإمام أحمد في مسنده ، والحاكم في مستدركه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها .




الخدمات العلمية