الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
426 - وعن محمد بن يحيى بن حبان ، قال : قلت لعبيد الله بن عبد الله بن عمر : أرأيت وضوء عبد الله بن عمر لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر ، عمن أخذه ؟ فقال : حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل حدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر ، فلما شق ذلك على رسول الله أمر بالسواك عند كل صلاة ، ووضع عنه الوضوء إلا من حدث . قال : فكان عبد الله يرى أن به قوة على ذلك ، ففعله حتى مات . رواه أحمد .

التالي السابق


426 - ( وعن محمد بن يحيى بن حبان ) : بفتح الحاء وكسرها وتشديد الباء . قال الطيبي : تابعي أنصاري ، سمع ابن عمر وأنس بن مالك وعمه واسع بن حبان بفتح الحاء اهـ . ويؤيده ما في المغني وشرح المشكاة لابن حجر ، وقال المؤلف في أسماء رجاله : يكنى أبا عبد الله الأنصاري ، وهو شيخ مالك بن أنس ، وكان يعظمه ، وحبان بكسر الحاء وتشديد الموحدة اهـ . ويؤيده نقل العسقلاني في تحرير المشتبه . ( قال : قلت لعبيد الله بن عبد الله بن عمرو : أرأيت وضوء عبد الله بن عمر لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر عمن أخذه ؟ ) : متعلق بمعنى أرأيت أي : أخبرني عمن أخذه ، والضمير بمعنى اسم الإشارة ، والمشار إليه الوضوء المخصوص ( فقال ) : أي : عبيد الله ( حدثته ) : أي : عبد الله بن عمر ، ويحتمل أن يعود إلى عبيد الله . تأمل . قاله السيد . ( أسماء ) : قال ميرك : هو معنى ما قاله لا ما تلفظ به ، فإن لفظه حدثتني ، ونحوه قوله تعالى : قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم ، قرئ بالتاء والياء فالياء التحتانية هي أداء لفظ ما يوعدونه بعينه ، والتاء الفوقانية أداء لفظ معنى ما يوعدونه لا لفظه ، فالقائل في قوله فقال حدثته هو المسئول عنه في قوله : أرأيت ( بنت زيد بن الخطاب ) : هو أخو عمر بن الخطاب ( إن عبد الله ) : قال الطيبي : كان له سبع سنين حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه وروى عنه ، كان حبرا فاضلا مقدما في الأنصار ، وقد بويع في المدينة على خلع يزيد بن معاوية ، وقتل يوم الحرة بسبب ذلك ( ابن حنظلة بن أبي عامر الغسيل ) : بالجر صفة حنظلة ، روى عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة حنظلة : " ما كان شأنه ؟ " قالت : جنبا وغسلت إحدى شقيه ، فلما سمع الهيعة خرج فقتل . أي : يوم أحد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيت الملائكة تغسله " ذكره الطيبي ( حدثها ) : أي : حدث عبد الله أسماء ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر ، فلما شق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسواك عند كل صلاة ) : قال الطيبي في الحديث تنبيه على فخامة السواك حيث أقيم مقام ذلك الواجب ، وكاد أن يكون واجبا عليه ( ووضع عنه الوضوء ) : أي : وجوبه لكل صلاة إلا من حدث ) : أي : من حدوث حدث حقيقي أو حكمي ( قال ) : أي عبد الله ( فكان عبد الله ) أي : ابن عمر ( يرى ) : بفتح الياء وضمها أي يظن ( أن به قوة على ذلك ) : أي : استطاعة على نحو فعله عليه الصلاة والسلام قبل النسخ ( ففعله ) : أي : الوضوء لكل صلاة ( حتى مات . رواه أحمد ) : قال ميرك : ورواه أبو داود ، وصححه ابن خزيمة . قال الشيخ زين الدين العراقي : وفي إسناده محمد بن إسحاق ، وقد رواه بالعنعنة وهو مدلس .




الخدمات العلمية