الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4468 - وعنه ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لعنت الواصلة والمستوصلة ، والنامصة ، والمتنمصة ، والواشمة ، والمستوشمة من غير داء . رواه أبو داود .

التالي السابق


4468 - ( وعن ابن عباس ، قال : لعنت ) : بصيغة المجهول ؛ أي لعنها الله أو لعنت على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما سبق من الروايات ( الواصلة ) : أي شعر الغير بشعرها لما فيه من صورة الزور ( والمستوصلة ) : أي النفس الطالبة لذلك ( والنامصة ) ، أي الناتفة للشعر من غير الإبط والعانة . قيل : هو من النمص وهو أخذ الشعر من الوجه بالخيط أو بالمنماص أي بالمنقاش ، وقيل : المراد بها الناقشة أي الماشطة التي تزين النساء بالنمص ، ( والمتنمصة ) : أي التي تطلب أن تنتف شعر وجهها ( والواشمة ) : أي المرأة التي تغرز الإبرة أو الشوكة على ظهر كفها أو ساعدها أو غيرهما ليخرج منها الدم وتجعل فيها كحلا أو نيلا ، أو غيرهما ليخضر لونه ، ويبقى نقوشا أو تكتب به اسمها ( والمستوشمة ) : أي التي تطلب أن يفعل بها الوشم ، فإن فعلت ذلك بصغيرة تأثم فاعلته ، ولا تأثم المفعولة لأنها غير مكلفة ، وقد سبق زيادة بيان لهذا المبحث ( من غير داء ) : متعلق بالوشم . قال المظهر : إن احتاجت إلى الوشم للمداواة جاز ، وإن بقي منه أثر اهـ . وقيل : متعلق بكل ما تقدم أي لو كان بها علة فاحتاجت إلى أحدها لجاز . ( رواه أبو داود ) : وتقدم معناه عن ابن مسعود برواية الصحاح الست .




الخدمات العلمية