الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4473 - وعنه قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكتحل قبل أن ينام بالإثمد ثلاثا في كل عين . قال : وقال : " إن خير ما تداويتم به : اللدود ، والسعوط ، والحجامة ، والمشي . وخير ما اكتحلتم به الإثمد ، فإنه يجلو البصر ، وينبت الشعر ، وإن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ، ويوم تسع عشرة ، ويوم إحدى وعشرين " وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث عرج به ، ما مر على ملأ من الملائكة إلا قالوا : عليك بالحجامة . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن غريب .

التالي السابق


4473 - ( وعنه ) : أي عن ابن عباس ( قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكتحل قبل أن ينام بالإثمد ثلاثا في كل عين قال ) : أي ابن عباس ( وقال ) : أي النبي - صلى الله عليه وسلم - ( إن خير ما تداويتم به اللدود ) : بفتح فضم وهو ما يسقى المريض من الدواء في أحد شقي فيه ( والسعوط ) : على وزنه وهو ما يصب من الدواء في الأنف ( والحجامة ) : بكسر أوله بمعنى الاحتجام ( والمشي ) : بفتح فكسر فتشديد تحتية فعيل من المشي ، وفي نسخة بضم فكسر ، وجوزه في المغرب وقال : وهو ما يؤكل أو يشرب لإطلاق البطن . قال التوربشتي : وإنما سمي الدواء المسهل مشيا لأنه يحمل شاربه على المشي والتردد إلى الخلاء . ( وخير ما اكتحلتم به ) : بالنصب وجوز رفعه ( الإثمد ، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر ، وإن خير ما تحتجمون فيه ) : أي من الأيام ( يوم سبع عشرة ) : بسكون الشين ويكسر ويوم مضاف مرفوع على أنه خبر أن ( ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين ) : كذا في النسخ ، والظاهر ويوم أحد وعشرين ( وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) : إلخ جملة مستطردة قاله الراوي حثا على الحجامة ذكره الطيبي ، ويمكن أن يكون من جملة المقول منقولا بالمعنى .

( حيث عرج به ) : أي حين صعد به إلى السماء ليلة المعراج ( ما مر ) : أي هو ( على ملأ ) : أي جماعة عظيمة تملأ العيون من كثرتها ( إلا قالوا : عليك بالحجامة ) : أي الزمها لزوما مؤكدا . قال التوربشتي : وجه مبالغة الملائكة في الحجامة سوى ما عرفوا فيها من المنفعة التي تعود إلى الأبدان ، هو أن الدم ركب من القوى النفسانية الحائلة بين العبد وبين الترقي إلى ملكوت السماوات ، والوصول إلى الكشوف الروحانية وبغلبته يزداد جماع النفس وصلابتها ، فإذا نزف الدم يورثها ذلك خضوعا وخمودا ولينا ورقة ، وبذلك تنقطع الأدخنة المنبعثة عن النفس الأمارة وتنحسم مادتها فتزداد البصيرة نورا إلى نورها . ( رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن غريب ) . وفي الجامع الصغير : خير ما تداويتم به الحجامة . رواه أحمد والطبراني والحاكم عن سمرة ، ورواه أبو نعيم في الطب عن علي بزيادة : والفصاد ، وفيه أيضا : الحجامة تنفع من كل داء ألا فاحتجموا . رواه الديلمي في مسند الفردوس ، وعن أبي هريرة : الحجامة في الرأس تنفع من الجنون ، والجذام ، والبرص ، والأضراس ، والنعاس . رواه العقيلي عن ابن عباس ، ورواه الطبراني ، وأبو نعيم عن ابن عباس بلفظ : الحجامة في الرأس شفاء من سبع إذا ما نوى صاحبها : من الجنون ، والصداع ، والجذام ، والبرص ، والنعاس ، ووجع الضرس ، وظلمة يجدها في عينه .

وروى ابن ماجه والحاكم وابن السني وأبو نعيم ، عن ابن عمر مرفوعا : " الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة وتزيد في الحفظ والعقل ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس ، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة والسبت ويوم الأحد ، واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء ، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء ، فإنه اليوم الذي ابتلي فيه أيوب ، وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء " .

وروى ابن حبيب في الطب النبوي عن عبد الكريم الحضرمي معضلا : الحجامة تكره في أول الهلال ، ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال . وروى أبو داود ، والحاكم عن أبي هريرة : " من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء " . وروى الطبراني والبيهقي عن معقل بن يسار : " من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر كان دواء لداء سنة " . وروى الحاكم والبيهقي عن أبي هريرة : " من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء " . وروى الحاكم والبيهقي عن أبي هريرة : " من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فرأى في جسده وضحا فلا يلومن إلا نفسه " .

[ ص: 2841 ]



الخدمات العلمية